القاهرة ـ مصر اليوم
عاشت كأي فتاة في مقتبل شبابها تحلم باليوم الذي تصبح فيه "عروسا" مثل بنات جيرانها وأقاربها، وفي يوم طرق أحدهم باب منزل أهلها لطلب الزواج منها، فوافق الجميع وتم الزواج بحضور الأهل والأقارب. وسارت الحياة بشكل طبيعي في بداية حياتها مع زوجها، ولم يمر وقت كثير حتى رزقهم الله بمولودة فرحا بها فرحًا چمًا، كانت حياتهما مستقرة إلى حد ما، لا تشوبها سوى المشاكل الزوجية العادية.
ولم تكن تعلم أنها الرياح التي تسبق العاصفة، فبدأت المشاكل تغزو حياتهما، بل وتزداد يوما بعد يوم، مما أتاح الفرصة لزوجها أن يضربها ويهينها بأبشع الألفاظ، وينتهي بها الأمر كل مرة في قسم الشرطة تستغيث، ثم يتدخل الأهل فتهدأ المشادات بينهما، وتتماسك الزوجة من أجل طفلتها حتى تتربى وسط أبويها، وبقدر ما استطاعت كانت تهيئ لها العيش وسط عائلة سوية، لكن الأمر جاء دون جدوى.
وبعد مرور 15 عامًا على هذه الحال، وتحملها للذل والهوان من أجل البنت، عاقبها زوجها بالزواج عليها، ولم تمضِ سنة حتى أنجب من زوجته الثانية، مما جعله يهمل زوجته الأولى وابنته البكر، وتخليه الكامل عن مسئولية الإنفاق عليهما، ولم يكن للأم أي مصدر دخل سوى عملها بالمشغولات اليدوية في المنزل وكان ربحها محدودا، فيساعدها أهلها من الحين للآخر.
لم تتحمل الزوجة الأولى هذا الوضع كثيرا، فطلبت من الزوج الطلاق، لكنه رفض بشدة وحثها على التقدم بدعوى خلع ضده، وذلك لتتخلى عن جميع حقوقها الشرعية بعد الطلاق، فرفضت وتقدمت إلى محكمة زنانيري لرفع دعوى طلاق ضده، فهاجمها بشدة وأقسم على الانتقام منها، لكنها لم تعيره أي اهتمام واكتفت بتربية ابنتها تربية سليمة خوفا من أن تتأثر نفسيتها بما يحدث بينها وبين أبيها.
وفي يوم دخلت ابنة الزوجة الأولى التي لم تتجاوز الـ 16 من عمرها مدرستها، يملؤها النشاط والحيوية لبداية يومها الدراسي، غير أنها فوجئت بنظرات مريبة في أعين زميلاتها لم تعرف سببها، تملكت منها الدهشة الشديدة، مما دفعها لاستيقاف إحدى صديقاتها، والسؤال عن سبب هذه النظرات والمعاملة الجافة.
بدأت الصديقة تسرد الأمر لها، وإخبارها أن والدها قام بتشهير سمعتها ونشر الشائعات عنها وسط الطلاب ومدرسيها، بأن والدتها غير مؤهلة لتحمل مسؤوليتها وتربيتها تربية حسنة.
تجمد الدم في عروق الفتاة لما سمعته من زميلتها فبدأت في النحيب وغادرت المدرسة في الحال متجهة إلى أمها لتقص لها ما حدث. ولم تتمكن الأم من إيقاف ابنتها عن الكلمات التي تفوهتها تعبيرا عن غضبها وكرهها لأبيها، فواستها بقدر ما استطاعت، وبدأت الزوجة في الإسراع في إجراءات الطلاق لكنها لم تتمكن من الحصول على الحكم لحين إثبات الضرر الذي لحق بها، وذلك طبقًا لما تنصه مادة الطلاق في قوانين الأحوال الشخصية.