القاهرة ـ خيري حسين
فتاة جميلة، عندما تنظر إليها للوهلة الأولى تتأكد أنك أمام ابنة ذوات، تقف واثقة، تتحدث بلباقة، عاشت حياتها كلها في حب ورعاية، نشأت بين أسرة راقية، هي ابنة ذوات حقًا، لكنها سقطت في طريق الشيطان، إلي السرقة، سرقة المصوغات الذهبية بأسلوبها الخاص، فما الدافع وراء انحراف هذه الفتاة.
نشأت "سماح" بين أسرة كريمة والدها موظف تدرج في المناصب حتى وصل مرتبه إلي مبلغ يكفي أسرته، أما والدتها فقد كانت ربة منزل ومن أسرة كريمة عريقة فوالدها كان مسؤولا كبيرًا ومن عائلة كبيرة.
تربت "سماح" على الأخلاق واجتازت مراحل التعليم من الابتدائية التي كانت بجوار منزلها في منطقة الهرم حتى الثانوية، وبعد المرحلة الثانوية، التحقت بمعهد فني؛ ومن هنا بدأت رحلة السقوط.
فأصدقاء السوء هم السبب في انحرافها، إذ أنَّ صديق السوء هو أسوء شيء في حياة الناس، أحد أصدقائها في المعهد أكد لها أنَّه سيجعلها ترى الدنيا بشكل آخر؛ وبالفعل تناولت سيجارة "حشيش"، ووضعت قدميها على أول طريق السقوط، و بدأت الرحلة.
أمسكت "سماح" أول سيجارة ووضعتها في فمها و قامت بتدخينها، هذه السيجارة أعطتها لها إحدى صديقاتها بنفس المعهد، و الذي ساعد أيضًا على سقوطها هو عدم وجود أشقاء لها وعدم نصح والدتها لها بالابتعاد عن صديقات السوء، كذلك وفاة والدها منذ عدة سنوات، فهو أركان المنزل، فبعد وفاته اهتزت هذه الأركان.
تمادت في تناول الحبوب المخدرة، حتى أصبحت مدمنة لها ومع ذلك لم تلاحظ أمها لون وجهها، لم تلاحظ تغير ابنتها، ولا إهمالها في المذاكرة، كذلك كانت النقود التي كانت تأخذها لا تكفيها بالمرة، و تطلب نقودًا أخرى، لم تعد هذه النقود كافية للأنفاق علي شراء الحبوب المخدرة والسجائر الفاخرة.
لم تجد وسيلة للحصول علي هذه النقود لشراء المخدرات، جلست في غرفتها بمفردها تفكر في وسيلة للحصول علي الأموال، هداها تفكيرها الشيطاني إلي فكرة، وهي السرقة، بطريقتها الخاصة، فهي ابنة ذوات، استغلت الفتاة وسامتها وفي صباح اليوم التالي، ارتدت أفخر ثيابها وتوجهت إلي أقرب محل مصوغات في الهرم.
دخلت المحل وهي تمشي في ثقة وكبرياء، وطلبت من صاحب المحل أن تشاهد بعض المشغولات غالية الثمن حتى تختار، وأثناء مشاهدتها لهذه المصوغات وضعت خاتم في جيبها أثناء مغافلتها للجواهرجي، ثم أخبرته بأنَّها سوف تذهب إلي البنك لسحب بعض النقود لشراء احتياجاتها.
بعد أن غادرت "سماح" محل المصوغات فوجئ صاحب المحل باختفاء خاتم ثمنه 25 ألف جنيه من الألماس.
على الفور توجه صاحب المحل إلى قسم شرطة الهرم و بلغ المباحث عن الواقعة.
بعد أيام عادت سماح للجريمة مرة أخرى بعد أن أنفقت ثمن الخاتم، وبالفعل نجحت في سرقة محل مصوغات آخر، تعددت سرقاتها، وتعددت البلاغات أمام المباحث.
على الفور تم تشكيل خطة بحث لتوقيف اللصه، أكمنة ثابتة ومتحركة في كل الأماكن في القاهرة، لاسيما الراقية والخمس نجوم، حتى تم توقيفها وإحالتها إلى النيابة للتحقيق.