محكمة بريطانية تقضي بإبعاد مراهقة عن أسرتها بسب "داعش"

حكم قاض بريطاني، الجمعة، بعزل مراهقة عن عائلتها التي تتبني أفكار تنظيم "داعش"، ووضعها في دار رعاية حتى تصبح في مأمن عن التأثير الضار لأسرتها.

وتمكنت السلطات البريطانية من العثور على أدلة صنع قنابل وصور قطع رؤوس في منزل الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا، والتي أتمت دراسة الشهادة الثانوية.

وأكد قاضي المحكمة العليا البريطانية، هايدن، أن والداها المخادعان، ألحقوا بها الكثير من الأذى الذي يعادل جرائم الاعتداء على الأطفال، فضلاً عن أنها تعاني من الأذى النفسي والعاطفي من خلال التأثر بالأفكار المتطرفة، كما حاولت السفر إلى سورية لتصبح عروس أحد مقاتلي "داعش".

وأشار القاضي إلى أن الفتاة في حاجة إلى الحماية من التأثير الضار للأفكار المتطرفة، واستعرض خلال المحاكمة قائمة الوثائق المثيرة للقلق التي عثرت عليها الشرطة ضمن ملفات إلكترونية في منزل العائلة في شرق لندن، وتخص هذه الوثائق الفتاة وووالديها، ولكن الشرطة بيّنت أن الأسرة تبادلت هذه الوثائق فيما بينها، كما أظهرت الأجهزة الإلكترونية التي تخص الوالدين، محاضرات التحريض على الهجمات المسلحة على غير المسلمين.

وتمكن ضباط مكافحة التطرف في بريطانيا من توقيف الفتاة ومنعها من السفر إلى سورية، عبر رحلة متجهة من مطار هيذرو البريطاني إلى تركيا.

ونجح والداها في خداع الشرطة من خلال إظهار تعاونهما مع الأمن والأخصائيين الاجتماعيين، لمنع الفتاة من السفر والسماح لها بالعودة إلى منزل العائلة.

وأثناء جلسة المحاكمة، جلس الوالدان إلى جانب ابنتهما، وزعما أنهما فعلا ما في وسعهما لمنع أطفالهم من قراءة الكتب المتطرفة، إلا أنها كانت خدعة ناجحة للسلطات البريطانية، وذلك على حد وصف المحكمة.

وأقدمت ابنتهما على تحميل كتيب "44 طريقة لدعم الجهاد" الذي يتضمن النصائح الخاصة بتخطي النظم الأمنية في المطارات، بما في ذلك القسم المخصص للنساء الراغبات في السفر إلى سورية كما استعانت الفتاة المراهقة بالإنترنت للبحث عن أوقات الاستجابة الحالية لوحدة سلاح شرطة متروبوليتان.

وكشفت الشرطة أن أحد أشقاء الفتاة أقدم على تحميل تقارير إخبارية لمجموعة من الرجال الذين يستعدون للموت على يد عناصر "داعش"، فضلاً عن تحميل صور أخرى لقطع الرؤوس.

وأوضح القاضي بشأن وضع المراهقة في دار رعاية، "أدركت أنه لايوجد طريقة لحماية حالة الفتاة النفسية والعاطفية والفكرية داخل أسرتها، وذلك لأن طرق والديها القوية في التضليل لا يمكن تحملها، حيث تعرضت الفتاة للاعتداء النفسي الذي ينطوي على ضرر مماثل للاعتداء الجنسي".