Malala

توافد المشاهير والنشطاء لحضور العرض الأول للفيلم الوثائقي "أسماني ملالا"، الذي يجسد حياة المراهقة الملهمة ملالا يوسفزاي التي قاومت حركة "طالبان" وفازت بجائزة نوبل، وعلى الرغم من حضور نجوم مثل آني لينوكس وكلوديا وينكلمان وفيونا فيليبس في فندق "هام يارد" وسط لندن، إلا أن النجوم الحقيقيين للعرض كانا والد ملالا وشقيقها.

وظهر ضياء الدين فخورا بجانب شقيقته ملالا مع شقيقهما الأصغر أتال، في حفل العرض الأول للفيلم الذي يركز على حملة ملالا لتعليم النساء في وادي سوات، والذي وضعها في خطر كاد يودي بحياتها، وانضمت للحفل النائبة الجمهورية ستيلا كريسي ومقدم برنامج "Loose Women" أندريه مكلين، و مريم دابو، وأيمي شقيقة سوكي ووترهاوس.

ويعد الفيلم الذي عرض لأول مرة في مهرجان لندن السينمائي في وقت سابق من هذا الشهر، رمزا لتعليم الفتيات، ويجسد الفيلم صورة حميمية لملالا يوسفزاي الناشطة الباكستانية التي نجت من الهجوم الوحشي لـ"طالبان" عام 2012، وبدا نجوم الحفل متواضعين بجانب المراهقة الملهمة ملالا.

وأشادت النجمة ميريل ستريب بملالا واعتبرتها وريثة جديرة للحركة المطالبة بحق الاقتراع للمرأة في بريطانيا في أوائل القرن العشرين، وتم تصوير الفيلم خلال 18 شهرًا في بريطانيا وكينيا ونيجيريا وأبوظبي والأردن، ويوضح الفيلم الذي أخرجه الأميركي ديفيد غوغينهام، كيف اختار والد ملالا اسمها على غرار البطلة ملالا من مايواند التي حشدت جيش البشتون ضد القوات البريطانية عام 1880.

وذكرت ملالا  البالفة من العمر 18 عامًا، "عندما كنت صغيرة كان الكثير من الناس يطلبون من أبي أن يغير اسمي، قائلين إنه يعني الحزن، ولكن أبي كان يقول إن له معنى أخر وهو الشجاعة"، وشوهدت المراهقة في الفيلم في منزلها في برمنغهام وسط انجلترا وهي تشرح لوالدها في غرفة المعيشة كيف يستخدم "تويتر"، كما ظهرت وهي تتشاجر مع أشقائقها أتال وخوشال، وأوضح شقيقها أتال أنها "تدافع عن حقوق المرأة ولكن في المنزل هي عنيفة"، وذلك بعد تعرضه للضرب في مباراة مصارعة الذراع مع شقيقته.

ويتتبع الفيلم ملالا في المدرسة وفى شوارع نيويورك وفي مخيمات اللاجئين وهي تنشر رسالتها بتفاؤل وتؤكد على الحق في التعليم، وأضافت ملالا "طفل واحد ومعلم واحد وكتاب واحد وقلم واحد يمكن أن يغير العالم".

ويظهر الفيلم الوثائقي حياة ملالا في باكستان في وادي سوات حيث قررت الكتابة لـ"بي بي سي" وهي في عمر 11 عامًا تحت عنوان "يوميات طالبة باكستانية"، وكانت تدين في كتاباتها عنف حركة "طالبان"، واستعان المخرج غوغينهام بالرسوم المتحركة لإحياء الأعوام التي سبقت محاولة اغتيال ملالا في تشرين الأول/ أكتوبر 2012، عندما أطلق مسلح من "طالبان" النار على ملالا (14 عامًا في حينها) وهي تستقل حافلة المدرسة.

وارتبطت الرسوم الكرتونية بصور من ألبوم الأسرة واستحضار لمحات من طفولة والدة ملالا "تور بيكاي" التي تحدثت عن تعليمها بشكل وجيز الجمعة في القمة العالمية للنساء في لندن، وذكرت بيكاي بلغة البشتون "تركت المدرسة لأني كنت الفتاة الوحيدة في فصل مليء بالأولاد، وأردت أن ألعب مع أبناء عمي الفتيات"، مشيرة إلى أنها حاليها تحاول تعلم القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.

وأوضحت بيكاى أنه على الرغم من الخطر الذي يحيط بابنتها، إلا أنها لا يمكن أن توقف فتاة مثلها أو تمنعها عن التحدث، مضيفة "عندما أقلق عليها كانت تقول لي لا أستطيع التوقف عن الذهاب إلى المدرسة، ولا يمكنني التوقف عن الكلام لأني فتاة، ولأننا لا يمكن أن نعود إلى عصور دفن الفتيات أحياء، أريد أن أتقدم وأريد أن أتكلم".

وأظهر الفيلم أشهر المستشفى وإعادة التأهيل لملالا التي تريد أن تصبح رئيسة وزراء باكستان، وركز الفيلم على علاقتها الوثيقة بوالدها الذي يعمل معلما، وهو من المدافعين عن الحق في التعليم أيضا، وقالت ملالا عن والدها في الفيلم "نحن روح واحدة في جسدين مختلفين".

وأضافت ملالا لإسكات من ينتقدوها ويتهموها بكونها الناطقة باسم والدها "لقد أعطاني والدي أسمي فقط لكنه لم يجعلني ملالا الحالية ، أنا من اخترت هذه الحياة"، وأشار والدها ضياء الدين يوسفزاي إلى دهشته من هجوم "طالبان"، قائلا "إنهم لم يقتلوا طفلا لم أكن أتوقع ذلك".

وتبدو ملالا في الفيلم فتاة مراهقة عادية تشاهد صورًا للنجم براد بيت وهو يتحدث عن كتابها المفضل "الكيميائي" بواسطة الكاتب باولو كويلو، ويشاطرها لعبة الكريكيت، وتدرك ملالا الفرق بينها وبين زميلتها البريطانية التي لديها صديق من الذكور، وتأمل ملالا في العودة إلى وادي سوات يوما ما، ويطلق فيلم "أسماني ملالا" في بريطانيا في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.