الملكة رانيا العبدالله خلال زيارتها إلى مخيم روهينغيا للاجئين

التقت زوجة العاهل الأردني، الملكة رانيا، خلال زيارتها إلى مخيم روهينغيا للاجئين في بنغلاديش، مع النساء والأطفال في معسكر كوتوبالونج في أوكيا في جنوب شرقي البلاد يوم الإثنين، وفرّ أكثر من 600 ألف لاجئ من ميانمار إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف ضد سكان الروهينغا في ولاية راخين الشمالية في أغسطس/آب 2017 الماضي.

وتحضّر السلطات في بنغلاديش، حاليًا، لارتفاع محتمل في عدد القادمين من الروهينغا، حيث يعتقد أنّ آلاف الأقلية المسلمة تقطعت بهم السبل على طول الحدود في انتظار العبور، وطالبت الملكة رانيا، خلال زيارتها، المجتمع الدولي بالرد بشكل فعّال وسريع وبسخاء على التصعيد المروّع للعنف ضد الأقلية المسلمة الروهينغا في ميانمار.

وأضافت الملكة رانيا، أنّه "مع عدم الاحترام الذي أشهده لمبادئ القانون الإنساني والقانون الدولي، فإن التمييز ضد أقلية الروهينغا واضطهادها استمر دون هوادة، أمام نظر العالم أجمع، يجب على المرء أن يسأل، لماذا يتم تجاهل محنة هذه الأقلية المسلمة؟ لماذا سُمح بقيام هذا الاضطهاد المنهجي لفترة طويلة؟"، وكانت الملكة رانيا العبد الله تزور مخيم كوتوبالونج في دورها كعضو في مجلس إدارة لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) وكداعية لعمل الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة، التقت مع خدمات الطوارئ التي تقدمها الوكالات الإنسانية في المخيم، وتوقفت في مركز الرعاية الصحية والمدرسة، ثم تابعت خطاها في المستوطنات المؤقتة المحيطة بها، والتي وضعت أخيرًا بشكل عشوائي لتوفير مأوى إضافي للاجئين القادمين.

وبعد لقاء مع النساء والأطفال في المخيم المؤقت، وصفت قصصهم "بأعمال العنف لا يمكن تصورها"، مشيرة إلى أنّه "قبل وصولي إلى هنا، كنت قد هيئت نفسي لرؤية بعض الظروف اليائسة، ولكن القصص التي سمعتها اليوم كانت محزنة ومؤلمة، لقد سمعت عن الاغتصاب المنهجي للفتيات الصغيرات، اللواتي احتجزن في المدارس واغتصبهن الجنود، لقد سمعت من الأطفال ركلوا مثل كرة القدم ووطئوا بإقدامهم عليهم، لقد سمعت أفراد أسرة يقولون لي كيف رأوا والديهم يُقتلون أمام أعينهم، هذا أمر غير مقبول، ومما لا يغتفر أن هذه الأزمة تتكشف على الساحة العالمية إلى جمهور غير مبال إلى حد كبير، يبدو أن العالم أصبح صامت لما يعترف به الكثيرون الآن كتطهير عرقي لمسلمي الروهينغا ".

وتتزامن زيارة الملكة رانيا إلى بنغلاديش مع مؤتمر للأمم المتحدة يُعقد في جنيف بهدف تعبئة الموارد الدولية لخطة الاستجابة للأزمات للاجئين الروهينغا، وهذه الخطة، التي تدعو إلى جمع 434 مليون دولار لمساعدة 1.2 مليون لاجئ حتى فبراير 2018، تم تمويلها حاليا بنسبة 26 في المائة فقط، كما انتقدت زعيم ميانمار أون سان سو تشي بسبب فشلها في شجب الحملة العسكرية ضد سكان الروهينغا منذ أغسطس.