رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

سخِرَ زعماء البرلمان الأوروبي من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وشنّ رئيس الوزراء البلجيكي السابق غاي فيرهوفشتات، ضغطًا على رئيسة الوزراء البريطانية لمواجهة أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 751 عضوا في البرلمان الأوروبي، في نقاش بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ووافقت ماي على إلقاء كلمة في مؤتمر البرلمان للرؤساء، وهو اجتماع مغلق لرؤساء المجموعات السياسية للاتحاد الأوروبي، في زيارة مستقبلية لبروكسل أو ستراسبورغ، ولكن ليس في الجلسة الكاملة للبرلمان. وسخر فيليب لامبيرتس، الرئيس البلجيكي المشارك لمجموعة الخضر في البرلمان، يوم الثلاثاء من هذا القرار.

وقال "الانطباع بأنها لدينا هو أنها سيدة ليس لديها خبرة في التعامل مع الموقف، وهذا يعني أنها تصل إلى حافة مهاراتها الآن. وأعتقد أنه بدأت في الظهور". وأضاف "لو كنت مستشارًا لها، كنت قد نصحتها بالشيء نفسه. أعتقد أن لديها المزيد من الخسائر أكثر من الفوز لاحقًا. إذا كانت ستأتي إلى بروكسل أو ستراسبورغ أعتقد أنها ستخاطر بزيادة إضعاف موقف بريطانيا".

وأضاف فيرهوفستادت، رئيس مجلس النواب المكلف بـ"البريكسيت"، "بدلا من مجرد مخاطبة مؤتمر الرؤساء أود أن أشجعها على مخاطبة البرلمان بأكمله، وقد فعلت رؤساء دول أخرى هذا في الماضي". وتابع "أن ذلك سيكون مفيدًا فقط لأن البرلمان الأوروبي يحتاج إلى إعطاء الضوء الأخضر للمفاوضات".

ومثل البرلمانات الوطنية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، فإنّ البرلمان الأوروبي يُمارس حق النقض الفعلي على اتفاق بريكسيت النهائي بالتصويت على تصديقه. وكان قرار ماي بعدم الحديث في الجلسة العامة وصفته مصادر في الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، بأنه "هدفها الخاص". وكان كل من مارجريت تاتشر وجوردون براون وتوني بلير قد تحدثوا إلى البرلمان الكامل خلال فترة ولايتهم.

ولم يتأكد بعد موعد الزيارة. وكان البرلمان الأوروبي قد دعا ماي إلى التحدث في حزيران / يونيو من هذا العام. ورحب فيرهوفستادت اليوم بنشر ورقة موقف بريطاني حول التعاون الأمني ​​بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في المستقبل، لكنه حذر من أنّ أجهزة المخابرات البريطانية الرائدة في العالم لا يمكن أن تُستخدم كشريحة مساومة في محادثات بريكسيت.

وقال للصحافيين في ستراسبورغ "إنّ هذا لا يمكن أن يستخدم كمقايضة حول القضايا الأخرى، مثل العلاقات التجارية أو العلاقات الاقتصادية". واضاف "اننا لن نقدم لكم تعاونًا كبيرًا حول الأمن الخارجي والداخلي".

 

ويرفض الاتحاد الأوروبي الحديث عن أي جانب من جوانب العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى أن يصل إلى "تقدمًا كافيًا" على مشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأيرلندا وحقوق المواطنين. وتتولى المفوضية الأوروبية قيادة مفاوضات الاتحاد الأوروبي.

ويقوم فيرهوفستادت، وهو رئيس وزراء بلجيكي سابق، بإعداد قرار برلماني يطلب فيه تأجيل القرار حتى ديسمبر/ كانون الأول، بدلا من أكتوبر/ تشرين الأول كما كان مقررًا في الأصل. ولا يمكن للهيئات البرلمانية أن تجبر اللجنة على الالتزام بتوصيتها. وحذر من أن "ما يمكن أن نقوله في الوقت الحاضر هو انه لم يتم إحراز تقدم كاف".

ووافق على ذلك كلا من مانفريد ويبر زعيم حزب الشعب الأوروبي، اكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي. وقال "إن التقدم ليس قويًا حقًا"، مضيفًا "يتعين علينا توضيح النقاط الثلاث على الطاولة". وتابع "أنهم بالنسبة لنا الدليل على ما اذا كنا نستطيع العمل مع السلطات البريطانية معا بثقة". يذكر أن أعضاء البرلمان الأوروبي سيجتمعون في ستراسبورغ هذا الأسبوع قبل خطاب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الرئيسي السنوي للاتحاد.

ومن المتوقع أن يلقي الخطاب الضوء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن يركز بدلًا من ذلك على تصوير متحمس لمستقبل الاتحاد الأوروبي. وادعى كل من السيد ويبر، والسيد فيرهوفستادت، والسيد لامبرتس أنّ الشعور المؤيد للاتحاد الأوروبي قد ارتفع بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال جياني بيتيلا، الزعيم الإيطالي لمجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين، "إنّ البانوراما السياسية الأوروبية التي نواجهها هذه الأيام تحسنت قليلا مقارنة بما كان لدينا، بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".