إيفانكا ترامب و زوجها غاريد كوشنر

طلبت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من والدها، بنبرة حادة خلال حملة الانتخابية لـ 2016، احتضان زوجها غاريد كوشنر ومنح مزيدا من النفوذ، إذ اقتحمت ابنة ترامب آنذاك مكتبه في الطابق السادس والعشرين من برج ترامب في مدينة نيويورك يوما ما خلال الحملة، وذكر مسؤول في الحملة أن إيفانكا فتحت مكتب والدها، وقالت له "أريد أن أتحدث إليك، أنت لا تعطي غاريد الدعم الذي يحتاجه، لقد ترك نشاطه التجاري ليكون جزءا من حملتك، وليس لديك أي فكرة عما يضحي به من أجل التواجد هنا ومدى صعوبة عمله بالنسبة لك"، ثم أخبرت إيفانكا والدها بأنها تأثرت شخصيا بسبب عدم تقديره لزوجها وأن ذلك يؤثر على زواجهما، وبعد ذلك استجاب ترامب لمطالبها، حيث قال لها ترامب "حسنا حسنا حسنا.. ماذا يريد؟".

وتزايدت التكهنات في كل من واشنطن العاصمة ونيويورك بأن عائلة كوشنر تنتظر حتى نهاية العام الدراسي في يونيو/ حزيران، قبل العودة إلى منزلهم في مانهاتن، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس ترامب لإيفانكا وزوجها، إنهما يجب عليهما العودة إلى نيويورك من أجل الإفلات من الدعاية السلبية التي تلقاها منذ توليهما منصبيهما كمستشارين للبيت الأبيض، ولكن إذا عاد الزوجان إلى نيويورك، فسيجدان أن دائرتهما الاجتماعية تخلت عنهما، حيث أفيد أن خطاب دونالد ترامب الخلاصي طوال الحملة وخلال فترة رئاسته تخلص من العديد من الأشخاص الذين أحسبوا على كوشنر وزوجته كأصدقاء.

وقال أحد أصدقائهم "ما الذي سيعودون إليه هنا؟، فمجموعة الناس الذين حولهم يتناقصون تدريجيا منذ أن رحلا". وقاد قرار ترامب بحظر سفر المسلمين، وتعليقاته على عنف شارلوتسفيل، وخطابه ضد المهاجرين، وتصريحاته حول الاستيلاء على النساء، وعلاقاته المزعومة بنجمة الأفلام الإباحية، قادت أصدقاء كوشنر في نيويورك إلى تجنبه وزوجته، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم تكن إيفانكا ترامب وزوجها على قائمة الدعوة لحفل عيد الهالوين في متحف متروبوليتان للفنون، واستضاف الحفلة ويندي مردوخ، وهو صديق مقرب من الزوجين، وبعض الحشود الليبرالية في منهاتن التي كان كوشنر وزوجته يعتبرونها أصدقاء ابتعدوا عنهم بعد أن أصبح واضحا أن ترامب سيفوز بالرئاسة، لكنهم شعروا بأن الأمر يستحق التضحية بأصدقائهم إذا شعروا أن بإمكانهم التأثير على السياسة، وما يعقد الأمور بالنسبة لكوشنر هو الصعوبات القانونية التي يحتمل أن يجد نفسه فيها بسبب التحقيق في التورط الروسي المزعوم بالتدخل في انتخابات 2016، حيث يبدو واضحا أن كوشنر سيدخل ضمن المطلوب التحقيق معهم.

وأفيد في الشهر الماضي أن دور كوشنر في الجناح الغربي انخفض بدرجة كبيرة بعد أن منعه رئيس الأركان جون كيلي من الوصول إلى تقارير استخبارية سرية، وقالت المصادر إن كوشنر، الذي كان يعمل بموجب تصريح أمني مؤقت لمدة عام تقريبا، تمكن من الوصول إلى تقرير رئيسي، وفي الآونة الأخيرة، قام نائب المدعي العام رود روزنشتاين، بنقل معلومات جديدة إلى مستشار البيت الأبيض، دون ماك غان، الذي أدى إلى إبطاء أو إيقاف تطبيق كوشنر المعلق لإزالة الألغام، ولكن طبيعة هذه المعلومات ليست واضحة، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم إعادة وضع وصول كوشنر إلى الإحاطة، المعروفة باسم PDB، والتي تتطلب تخليصا أعلى من المستوى السري الأول.

ويعد كوشنر، رجل أعمال ثري في نيويورك، لم يحصل على تصريح أمني كامل بسبب صلاته المالية الواسعة، والتي استغرقت وقتا طويلا لفحصها، وقام بمراجعة نموذج تصريح الأمان الخاص به، والذي يسمى SF-86 عدة مرات.  وأدى وصول كوشنر إلى المعلومات الحساسة إلى إثارة المزيد من الكلام بأن العودة إلى نيويورك باتت وشيكة، في مواجهة شبح الاتهامات بشأن التورط الروسي، هناك احتمال واضح أن التحقيق الروسي سيؤدي إلى انقسام في عائلة ترامب.

وقال أحد أصدقاء الرئيس لمجلة فانيتي فير إنه إذا كان دونالد ترامب يواجه خيار اختيار السقوط لإنقاذ كوشنر أو التضحية بصهره، فإن الخيار واضح. وكشف مستشار سابق لترامب، إن أحد الأسباب التي تجعله يحتفظ بكوشنر حوله هو "عدم السماح له بالابتعاد عن عينه خاصة إذا تم توجيه الاتهام إليه". وهناك سؤال آخر غير معروف وهو ما ستفعله إيفانكا ترامب إذا ما واجهت الاختيار بين زوجها ووالدها.