الوادي الجديد - هدير آدم
يرجع تاريخ "الملاية اللف" إلى عصر ما قبل ثورة يوليو 1952 والتي كان يرتديها النساء المصريات في ذلك الوقت، إلى أن خلعت هدى شعراوي البرقع في ميدان التحرير إبان ثورة 1919، وكانت رمزًا لتحرر المصريات، فظهرت بعد ذلك الملابس الأفرنجية بالتدريج وبكثافة.
ومع الحقبة الناصرية، وما تمثله تجربتها من تحديث للمجتمع ومحاولات تمكين وتعليم للمرأة، طغى الزي الأفرنجي أكثر فأكثر حتى استولى تمامًا على الطبقة المتوسطة الناشئة حينها، واختفت "الملاية اللف" بشكل تام، لكنها بقيت في الطبقات الأفقر، وعكست أفلام حقبتي الخمسينيات والستينيات ذلك.
ولكن الذي لا يُصدق أنَّه وبعد سنوات طويلة وفي القرن الـ21 مازالت سيدة تحتفظ بارتدائها تلك "الملاية اللف" حتى وقتها هذا في ظل وجود التطور التكنولوجي والوسائل الترفيهية الحديثة وهى تعد الوحيدة في مصر التي تعتز بارتدائها "الملاية اللف".
والتقت عدسة "مصر اليوم" بتلك السيدة التي تسكن في قرية الخرطوم في مدينة الخارجة في الوادي الجديد، لتكشف سر احتفاظها بهذه "الملاية اللف" التي طغي عليها الزمن.
وأوضحت الحاجة حليمة أحمد راشد (65) عامًا أنَّها ترتدي "الملاية اللف" منذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها وتزوجت في ذلك الوقت وانتقلت من محافظة سوهاج إلى الوادي الجديد، مشددةً على أنَّها لا تستطيع الاستغناء عن "الملاية اللف".
وأضاف حليمة أنَّ زوجها تركها وتزوج من سيدة أخرى، مشيرةً إلى أنَّ أولادها متزوجين وأنَّها تعيش بمفردها داخل منزل ريفي بسيط وأزواج بناتها هم من ينفقون عليها.