الزوجين

تودين أن تستردي ولو جزءًا بسيطًا من استقلاليتكِ، في ظل مهامك الجديدة كزوجة و أم؟ الإجابة السارة هي نعم، يمكنكِ ذلك باتباعكِ خطوات بسيطة.

تقوم علاقة الزواج الصحيحة على بناء أرضية توافقية، تمثل الاهتمامات المشتركة للزوجين، إلا أن هذا لا يعني أن على الشريكين أن يحرما أنفسهما بشكل كلي من الهوايات والأمور التي يحبان القيام بها، فالزواج علاقة تكاملية، لا تمنع بأي شكل من الأشكال أن يحتفظ كلا الطرفين بهامش من الحرية والاستقلالية، التي تسمح لهما بالاستمرار في القيام بالأنشطة التي تجلب لهما قسطًا من السعادة، بعيدًا عن الشريك، وسنشرح لك كيف يمكنكِ الحفاظ على استقلاليتكِ، دون المساس باستقرار علاقتكِ الزوجية.

إن نظرة المجتمع للزواج هي أنه علاقة تلزم الطرفين ببدء مرحلة جديدة في الحياة، وتكون بمثابة قطيعة مع الماضي، حيث يجب على الزوجين أن يقوما بكل الأمور سويًا و أن لا يكون لأحدهما اهتمامات خاصة، غير أن الانسياق وراء هذه النظرة يؤدي حتمًا إلى طمس معالم شخصية الزوجة، التي كانت سببًا في إعجاب الزوج بها، و العكس بالعكس، لذا يجدر بالزوجة أن تخصص بعض الوقت للقيام بالأمور التي تعزز من ملامح شخصيتها، دون أن يكون هذا الأمر على حساب متطلبات الأمور الزوجية، بطبيعة الحال، ويجب أن تستغل أوقات فراغها مهما كانت صغيرة في تغذية مواهبها وممارسة هواياتها، بالاتفاق مع زوجها، الذي يمكنه استغلال هذه الأوقات في إشباع ميوله  الخاصة كذلك.

ويمكنكِ البحث مع زوجكِ عن الأمور التي تستهويكما معًا، لتخططا للأوقات التي يمكنكما الاستمتاع سويًا بمزاولتها، وهكذا، ستقضيان لحظات ممتعة معًا وتشبعا رغباتكما في نفس الوقت، لكن هذا لا يعني أن تتخليا عن باقي الهوايات، بل يمكنكما الاتفاق على بعض الأوقات التي ينفرد فيها كل واحد منكما بالقيام بما يستهويه بمفرده، كذلك يجب أن تتعلمي كيفية رفض القيام بالأنشطة و الأمور التي لا تروق لك، لكن بشكل إيجابي، فإذا كنت ممن تعود التنازل في بداية الحياة الزوجية عن الهوايات التي تعجبكِ، من أجل مشاركة زوجك في أنشطة لا تعجبك على الإطلاق، بل قد تشعركِ بالملل، فيتعين عليكِ أن تشعريه بعدم ارتياحك لهذه الأمور، بعد أن تستقر العلاقة بينكما، وذلك بشكل لبق، وهذا لا يعني رفض كل الهوايات التي يقترحها الشريك، بل يستحسن ممارسة الأنشطة التي لا تضايقكِ كثيرًا برفقة زوجك، لتوطيد العلاقة بينكما.

ويواجه الأزواج الذين يعملون في نفس المكان مشاكل كثيرة في مثل هذه المواقف، فقضاء اليوم بأكمله سويًا، ثم التوجه معا نحو المنزل لقضاء بقية اليوم، لا يدع المجال لأي من الزوجين القيام بما يعجبه بمفرده، وفي مثل هذه الحالات لا تأكلا معًا كل يوم، بل تناولي وجبتكِ من حين إلى آخر برفقة زميلات العمل، كذلك يمكنك تنظيم خروجات في أوقات الاستراحة مع صديقاتكِ، للتسوق أو لمجرد النزهة، حتى يكون لديك رصيد مختلف تستطيعين مشاركة زوجكِ إياه خلال حديثكما.

وفي بعض الحالات، يتسبب الزواج في قطع العلاقات بالأهل و بعض الأصدقاء، اعلمي أن الحفاظ على العلاقات العائلية والعلاقات مع الأصدقاء أمر أساسي في الحياة، لذا خصصي بعض الوقت لزيارة الأقارب ولملاقاة الأصدقاء كل أسبوع، وإذا كان لديكما أصدقاء مشتركين، فيمكنكما أن تخرجا معهم سويًا، وهكذا تستمتعان و تحافظان على أصدقائكما في نفس الوقت.

وقد يكون لزوجكِ هوايات متعددة، في حين أن لكِ هوايات و اهتمامات محدودة، وفي هذه الحالة يمكنك أن تجربي بعض الأمور التي يقوم بها زوجكِ، لتري إذا ما كانت ستعجبكِ أم لا، ويمكنكِ أيضًا أن تبحثي عن هوايات أخرى تحوز على اهتمامك للقيام بها في الوقت الذي يخصصه شريككِ لمزاولة هواياته، وتعلمي أن تضعي لنفسك أهدافًا محددة، وأن تضعي جدولاً زمنيًا دقيقًا لتحقيقها، واستعيني بمذكرة خاصة لتدوين هذه الأمور، وتتبع تنفيذها، فمثلاً يمكنك وضع برنامج لتطوير مهاراتك اللغوية، وغيرها، وسيساعدك هذا الأمر على تحفيز نفسك و تنمية قدراتك.

واعلمي جيدًا أن زوجكِ أيضًا يحتاج بعض الوقت لممارسة هواياته و تنمية مهاراته، فإذا كنت ترغبين بشدة في اقتطاع بعض الوقت لنفسكِ لمزاولة الأنشطة التي تعجبك، فإن زوجك أيضًا يريد أن يحظى ببعض الوقت لإشباع رغباته و ميولاته. وإذا لاحظت أن شريككِ لا يحسن التعامل مع الوقت الخاص به، فيمكنكِ مساعدته على اكتشاف أمور جيدة تشغل وقته، و تنمي مهاراته، ويمكن اقتباس بعض الأفكار التي ذكرنها سابقًا لتعينيه على اكتشاف أنشطة ممتعة