الزوجة الثانية

خلال تبادل الأحاديث في جلسة عمل، قالت إمرأة: “هذه ليست تجربة زوجي الأولى، فأنا الزوجة الثانية!” تصريح كان له وقع الصاعقة على الحاضرين وبدأت نظرات الإستغراب والكراهية (إذا صحّ التعبير) تُسيطر، رغم كل ما تمتلكه هذه السيدة من مقومات إيجابية وملفتة تجبر الجميع على إحترامها والتقرب منها بحبّ وود. إنها نظرة المجتمع إلى أكثر من 90% من المتزوجات من رجل يوصف “بالتعدّدي”. فهل تعيش الزوجة الثانية حياتها بقناعة وسعادة؟ هل هي فعلاً سارقة كما يصفها البعض؟ وما الذي يدفعها إلى القبول بأن تكون زوجة ثانية؟ هل الزوجة الأولى مسؤولة عن الزواج الثاني؟ إحذري الرجل السيكوباتي يؤكد علم النفس والإجتماع أن معظم حاملات لقب الزوجة الثانية وقعن تحت فخ أسطوانة “زوجتي الأولى لا تفهمني، هي مجرد وجه إجتماعي، مهملة في حقوقي ولكنني مجبر على البقاء معها بحكم الأبناء”. كذبة سرعان ما تكتشفها الزوجة الثانية بعد شهر العسل وربما خلاله عندما يختفي الزوج لتجده يحادث أمّ أولاده على الهاتف للإطمئنان عليها بين الحين والآخر. بل يقطع أحياناً شهر العسل ليعود إلى زوجته الأولى بحجّة أنه اشتاق إلى أولاده. لكن ليست كل حالة هي نفسها، فإذا عرضَ عليك الرجل المرتبط الزواج بأسلوب بعيد عن السيكوباتية والمخادعة مثل “أنتِ حبي الوحيد، لم أفهم معنى الحياة والزواج إلا بعد أن تعرفت إليكِ…” إذاً تأكدي (كما يقول الخبراء) أنّه صادق وربما هناك أسباب دفينة دفعته إلى الزواج مرة ثانية وعليك معرفتها قبل أن تستقبلي الزوجة الثالثة. مواجهة مستحيلة ولكن ضرورية مع إستحالة الأمر في معظم الحالات، فإنّ علم الأسرة والعائلة ينصح العروس بمواجهة الزوجة الأولى للتأكد من صحة الأسباب التي دفعت الزوج إلى الارتباط مرة ثانية وفهم المبرّرات المنطقية قبل الموافقة عليه والتأكّد بأنّه ليس شخصية شهوانية متقلبة عاشقة للتغيير. وهذا النوع يصنفه الطب النفسي بأنّه إدماني يعجز عن السيطرة على غرائزه. المنطق بلا عواطف منطقياً وبعيداً عن العواطف، أرجعت الدراسات والتحاليل النفسية لجوء الرجل إلى الزواج مرة أخرى أو قبول المرأة بهذا الأمر إلى طبيعة البشر المختلفة. فكل شخص يختلف بقدراته الذهنية أو الجنسية عن الآخر. ويرى الخبراء أنّ معظم حالات الزواج الثاني تكون فيها المرأة ذات طاقة جسدية وطاقة جنسية زائدة وتبحث عن شريك للحياة لأسباب ومميزات أخرى كالغنى أو المنصب الرفيع أو سمات لم تجدها إلا في شخص معين. في النصيحة الإفادة إذاً هي أسباب ودوافع تتعدّد فيها الحجج والمعطيات العقلية المنطقية، إلا أنّ اللوم يقع دوماً على الزوجة الثانية. من هذا المنطلق وبغض النظر عن الأسباب التي جعلتك زوجةً ثانية، ما رأيكِ بنصائح خاصة جمعناها لكِ كي لا تعيشي شعور الزوجة الأولى وتحافظي على زوجكِ من كيد إمرأة ثالثة ورابعة: كوني دوماً مرحة معه وتلقائية في إستظرافك. لا تجعلي يومه يمضي من دون إخباره أنّكِ تحبينه. تحلّي بالصبر وقابلي أفعال ضرّتك المسيئة بالأفضل. أثني عليه بالكلمات المعسولة والمحببة إليه ناديه بأحب الأسماء إليه واخترعي له إسماً للدلع. تجنبي الجدل معه والإختلاف في الرأي. ففي الحالتين نكد وهروب. حاولي العمل على حل خلافاتكِ مع زوجته الأولى بحكمة وهدوء. عاملي أهله بلطف ومحبة ولو بادلوك بالعكس. قدّمي الهدايا لأولاده في المناسبات حتى لو لم يقدموا لكِ شيئاً. لا تسأليه عن زواجه الأول إلا إذا هو أراد ذلك ولا تقولي إلا الكلمة الطيبة عنه. حدّثيه عن يومكِ وعما واجهتهِ من مواقف طريفة ولكن لا تبالغي إذا كان متعباً. كوني صديقة وحبيبة وزوجة بحسن إستماعك وتصرفكِ. اطلبي ما تريدين منهُ برقة ودلال. سامحيه على أخطائه الصغيرة ولا تعاتبيه إلا إذا لزم الأمر ولكن “عاتبي بحب”. لا تتركي المنزل أبداً في حال الخلاف وإبدئي بالصلح والعتاب في آن لتشعريه بالخطأ حتى ولو لم تكوني أنت مخطئة. إذا آلمك أمام الناس، لا تردّي إطلاقاً واكملي حديثكِ معه كالمعتاد من دون أي تغيير من ناحيتكِ، ثم عاتبيه لاحقاً. ملاحظة: الرجل السيكوباتي ذو شخصية ضعيفة جداً لا يستطيع أن يدافع عن زوجته أمام أي مشكلات قد تتعرض لها من نفوذ الضرة والأهل والأولاد، وهو غير مؤهل للزواج مرة جديدة.