القاهرة - مصر اليوم
هل تساءلت يومًا عن أسباب إصابة المراهقين بالقلق والاكتئاب في سن مبكرة؟ وهل للتنمر علاقة بذلك؟ تابع المقال الآتي للتعرف على أهم آثار وعواقب التنمر التي تمتد من الطفولة وحتى المراهقة والبلوغ.
تعريف التنمر
يعرف التنمر في المدارس على أنه أحد أشكال العنف، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا، والذي يقوم طفل أو مجموعة من الأطفال بممارسته ضد طفل آخر من خلال تعمد إزعاجه على نحو دائم ومتكرر، قد يكون التنمر بأشكال مختلفة بما في ذلك نشر الإشاعات الكاذبة بهدف تشويه سمعة الطفل، أو سرقة ماله، أو مهاجمته والتعدي عليه بالضرب، الأمر الذي يدفع الطفل إلى الانعزال عن الآخرين تفاديًا للتعرض لمثل هذه السلوكيات. [1]
آثار وعواقب التنمر تمتد من الطفولة إلى ما بعدها
آثار التنمر على الأطفال والمراهقين
يمكن للتنمر أن يؤثر على الجميع، سواء كان طفلك هو الذي يتعرض للتنمر، أو يشاهده أو، حتى إن كان هو المتنمر، فيما يلي توضيح لأهم الآثار والعواقب الناجمة عن التنمر: [1]
آثار التنمر على الأطفال المتعرضين للتنمر
يمكن أن يؤدي تعرض الطفل للتنمر إلى عواقب وخيمة، فيما يلي توضيح لأهم آثار وعواقب التنمر على الأطفال، والتي قد تمتد إلى المراهقة والبلوغ:
زيادة فرصة الإصابة بالقلق والاكتئاب، معظم الأطفال المتعرضين للتنمر في الطفولة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب مع التقدم في العمر.
سيطرة مشاعر الحزن والوحدة على طفلك، والتي قد تمتد معه حتى البلوغ.
عواقب صحية للتنمر قد تتضمن تغيرات في أنماط النوم والأكل.
معظم الأشخاص المتعرضين للتنمر يفقدون الشغف في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي اعتادوا ممارستها في السابق.
انخفاض التحصيل الدراسي، وهو من الآثار السلبية الشائعة للتنمر، قد يبدأ طفلك برفض الذهاب إلى المدرسة، وقد تنخفض مشاركته في الحصص الصفية مع الأستاذ؛ مما ينعكس سلبًا على تحصيله الدراسي.
قد يبدو طفلك عدوانياً مع التقدم بالعمر.
عواقب وآثار قيام الأطفال بالتنمر على الآخرين
ولا تقتصر عواقب التنمر على الأطفال المتعرضين للتنمر فحسب إنما يمكن أن يؤثر سلباً على الأطفال الذين يمارسون التنمر أيضًا، فيما يلي أبرز هذه الآثار:
ازدياد فرصة تعاطي المخدرات والكحول في مرحلة المراهقة.
السلوكيات العدوانية والعنيفة كتخريب الممتلكات العامة أو افتعال المشاكل.
الانقطاع عن الدراسة.
ممارسة الأنشطة الجنسية في سن مبكرة.
عواقب التنمر على المتفرجين على مثل هذه السلوكيات
أشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين شاهدو التنمر كانو أكثر عرضة لكل من:
استخدام المشروبات الكحولية والمخدرات وحتى التدخين.
آثار سلبية على الصحة العقلية، كزيادة فرصة الإصابة بالقلق والاكتئاب.
رفض الذهاب إلى المدرسة وتكرار التغيب عنها.
نصائح للحد من التنمر في المدارس
وفي صدد الحديث عن آثار وعواقب التنمر، لا بد لنا من التطرق إلى ذكر أهم النصائح التي يجب على الجهات التدريسية أخذها بعين الاعتبار للحد من مشكلة التنمر في المدارس، فيما يلي أبرز هذه النصائح: [2]
التركيز على تعليم الأطفال اللطف والتعاطف مع الآخرين
وفقًا للأبحاث، فإن الأطفال القادرين على التعامل مع الأفكار المختلفة والمشاكل كانوا أقل عرضة لممارسة التنمر على الآخرين، للحد من هذه الظاهرة في المدارس عليك الحرص على تعليم الأطفال تقدير الآخرين والتعاطف معهم، من واجبك كمعلم أن تخصص بعض الوقت للتواصل المفتوح مع طلابك، تحدث معهم عن اختلافاتهم فهي سبب تميزهم عن غيرهم، وعلمهم الطريقة الأمثل لحل النزاعات بعيدًا عن العنف. قم بدمج موضوع التنمر في المناهج الدراسية لتعريف الطلاب بخطورة التنمر وأهمية الاحترام المتبادل.
عزز مشاعر الانتماء عند طلب صفك
عندما يشعر الطفل بالانتماء اتجاه صفه وطلبة صفه يمكن لذلك أن يقلل من فرصة تنمره عليهم، قم بإنشاء زاوية في صفك للطلاب واسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم ومشاعرهم، قم بتنمية مهارات الطفل في الدفاع عن نفسه وعن الآخرين في حال تعرضهم للأذى. تعزيز القيم الإيجابية وتشجيع الطلاب على التعاون والاحترام والتعاطف مع بعضهم البعض قد يقلل من فرصة تنمرهم على بعضهم البعض.
اكتشف سلوكيات الأطفال من حركاتهم
يمكن لبعض السلوكيات التي يقوم الأطفال بالقيام بها أن تكشف عن شخصيتهم، فيما يلي بعض الأفعال التي تشير إلى أن هذا الطفل قد يكون متنمرًا في المستقبل:
الرغبة دائمًا في الجلوس في الخلف.
الضحك بصوت مرتفع ودعوة الآخرين إلى القيام بذلك أيضاً.
تجاهل الآخرين.
التجسس ومطاردة الآخرين.
التحديق بشخص ما لفترة طويلة.
حركة العين الدوارة.
في حال ملاحظة أي من هذه السلوكيات من دورك كمعلم توعية الطفل والتدخل المبكر لحماية الطفل من أن يصبح متنمرًا.
دعم ضحايا التنمر
قم بتقديم الدعم النفسي والمشورة للطلاب الذين يتعرضون للتنمر. ساعدهم على تعزيز ثقتهم بنفسهم من خلال تشجيع الطلاب الضحايا على المشاركة في الأنشطة التي تعزز من ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
التدخل الفوري
من واجب المدارس التدخل الفوري في حال ملاحظة أي علامات تشير إلى وجود تنمر في المدرسة، قم بوضع سياسات واضحة لمكافحة التنمر وتطبيقها بحزم. احرص على توفير وسائل آمنة وسرية للطلاب للإبلاغ عن حالات التنمر دون خوف من الانتقام.
التدريب المستمر للهيئة التدريسية
احرص على توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين والإداريين حول كيفية التعرف على حالات التنمر والتدخل الفعال.
إشراك أولياء الأمور
قم بالتواصل المستمر مع الأهل لإطلاعهم على سلوكيات أطفالهم وتوجيههم حول كيفية دعم أطفالهم في مواجهة التنمر. من الجيد أيضًا تنظيم ورش عمل للأهل لتوعيتهم بكيفية التعامل مع أطفالهم في حال تعرضهم أو مشاركتهم في التنمر.
كانت هذه أهم الآثار السلبية المترتبة على التنمر، والتي تمتد مع الطفل من مرحلة الطفولة وحتى البلوغ والمراهقة، استمع دائمًا لطفلك وراعي مشاعره وعلمه كيفية التعامل مع المتنمرين في حال التعرض للتنمر.
قد يهمك أيضــــاً: