الاتحاد الأوروبي

دعت ثماني دول بالاتحاد الأوروبي؛ منها بريطانيا وأيرلندا وبولندا، إلى توخي الحذر لدى وضع قواعد لتنظيم الإنترنت، في وقت تُعِد فيه بروكسل مراجعة شاملة لسلوك شركات الإنترنت الضخمة، ما قد يتسبب في إخضاعها لقواعد جديدة.

وأكد زعماء بريطانيا وأيرلندا والسويد وإستونيا وبولندا وفنلندا وتشيكيا وهولندا، في رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي يترأس هذا الأسبوع اجتماعًا لزعماء دول الاتحاد الـ28، ضرورة أن يطبِّق الاتحاد القواعد المنظّمة، إذ توجد أدلة واضحة على وجوب القيام بذلك.

وكشفت المفوضية الأوروبية الشهر الماضي، النقاب عن استراتيجية السوق الرقمية الموحّدة، وهي مجموعة اقتراحات تهدف إلى إزالة الحدود بين الدول أمام الشراء عبر الإنترنت، وتحديث قواعد الملكية الفكرية، ورفع الحظر عن مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت في الخارج.


وتشمل الخطة مراجعة الممارسات التجارية لعمالقة الإنترنت، مثل "غوغل" و"أمازون" و"فيسبوك"، وهي أساسية بالنسبة إلى استراتيجية رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، تسعى إلى توفير فرص عمل داخل دول الاتحاد، ما يمكن أن ينتج قواعد منظّمة.

كانت فرنسا وألمانيا من بين الدول الداعية بقوة إلى وضع قواعد منظمة لشركات الإنترنت، كي يتسنى للشركات الأوروبية الجديدة الأصغر حجمًا، المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا الأميركيين، ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في وقت سابق من العام الجاري، إلى اتهام أوروبا بتبنّي موقف يؤيد اتخاذ إجراءات حماية.

ولكن في الرسالة التي اطلعت وكالة "رويترز" على نسخة منها، دعا الزعماء الثمانية إلى التعامل بحكمة مع القواعد التنظيمية، وحضوا على تقديم دعم سياسي قوي لاستراتيجية السوق الرقمية الموحّدة.

وكتب الزعماء في الرسالة: "لا توجد فرصة أفضل متاحة لنا لإحداث فرق في الاستثمارات والنمو والوظائف، وإعطاء دفعة جيدة لقدرة أوروبا التنافسية مستقبلاً على مستوى العالم، هذا يعني أيضًا، الحرص على التوازن لدى وضع القواعد التنظيمية".

واعتبروا أن السوق الرقمية الناجحة لن تخنق الإبداع أو الاستثمار أو ريادة الأعمال.

وأعلن مسؤول تنفيذي كبير في شركة "غوغل"، أن وضع قواعد منظمة للإنترنت سيضرّ بشركات الإنترنت والاتصالات.

وأكد مدير السياسة العامة في "غوغل" ثيو بيرترام، خلال مؤتمر في بروكسل: إذا سلكت أوروبا طريق وضع مزيد من القواعد المنظمة للإنترنت، فإن ذلك سيجعل المستثمرين أقل ميلاً إلى استثمار المزيد في شركات خدمات الإنترنت الأوروبية.