واشنطن-مصر اليوم
كشفت دراسة حديثة أن التركيب الكيميائي للنيازك القديمة المعروفة بالأوكوندرايت، هو المفتاح لفهم التنوع والتطور الجيوكيميائي للبنات البناء الكوكبية.
و يتمكن العلماء من كشف لغز كيفية تشكيل نظامنا الشمسي بالاعتماد على النيزك الأقدم على الإطلاق والذي يعرف باسم "شمال غرب أفريقيا 11119" (NWA 11119)، وهو بحجم كرة البيسبول، وعثر عليه وسط الكثبان الرملية في موريتانيا.
وقام العلماء بتأريخ الصخرة الفضائية التي حطمت الرقم القياسي كونها تبلغ من العمر 4.565 مليار سنة، ما جعل العلماء يأملون في أن يلقي النيزك الضوء على عملية تشكل النظام الشمسي.
ويعتقد العلماء أن النظام الشمسي تشكّل قبل 4.6 مليار عام عندما انهارت سحابة من الغاز والغبار تحت الجاذبية، ونجم عنها انفجار لنجم ضخم أو مستعر أعظم قريب، شكّل القرص الدوار مع وجود الشمس في المركز.
ويقدّم البحث عن هذا النيزك، والذي نشر في مجلة "Nature Communications" أول دليل مباشر على أن صخور القشرة الأرضية الغنية بالسيليكا، المتطورة كيميائيًا، كانت تتشكل على النوى الكوكبية خلال أول 10 ملايين سنة من النظام الشمسي، قبل تجمع الكواكب الأرضية، وهي الكواكب الأقرب إلى الشمس.
ويكون باستخدام جهاز "electron microprobe" وماسح "computed tomography"، في مركز جونسون التابع لوكالة ناسا الفضائية، بدأت المعدة الرئيسية للدراسة، بورنا سرينيفازان، بفحص تركيبة الصخرة الفضائية، وأشارت إلى أن تعقيدات "NWA 11119"، بما في ذلك القشرة الخضراء الفاتحة المندمجة، غير عادية، "ومعادن هذه الصخرة مختلفة جدا عن أي شيء عملنا عليه من قبل".
وأضافت قائلة "لقد فحصت علم المعادن لفهم كل مراحل تشكل النيزك، وأحد الأشياء الرئيسية التي رأيناها أولا كانت بلورات السيليكا الكبيرة من التريديمايت التي تشبه الكوارتز المعدني".
وتابعت:"عندما أجرينا المزيد من التحليلات لقياس التريديمايت، وجدنا أن الكمية الحالية كانت مذهلة بنسبة 30% من مكونات النيزك الكلية، وهذه الكمية لم يسمع بها في أي نيزك، ولا توجد هذه المستويات من معدن التريديمايت، إلا في بعض الصخور البركانية من الأرض".
وأشار البحث أن التركيب الكيميائي للصخور النيزكية القديمة أو الأوكوندرايت، هو مفتاح فهم التنوع والتطور الجيوكيميائي لعناصر بناء الكواكب.