واشنطن ـ مصر اليوم
خلال رحلة «أبولو 17» إلى القمر، جمع رائد الفضاء جين سيرنان، عينة قمرية من ترسبات الانهيارات الأرضية التي انحدرت إلى الأسفل في منطقة بالقمر تعرف بـ«وادي طوروس ليترو»، حيث دق رائد الفضاء أنبوباً أسطوانياً بطول 70 سم في السطح لاستخراج العينة من التربة القمرية. وتم إغلاق هذه العينة على سطح القمر في حاوية مفرغة محكمة الغلق تم إزالة الهواء والغازات الأخرى منها بواسطة مضخة تفريغ، وبالعودة إلى الأرض، تم وضعها في حاوية مفرغة إضافية، وظلت العينة ثابتة حتى الآن.
وبالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد في أوروبا وأميركا، ستكون هذه العينة الثمينة هي الهدية التي تقدمها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية إلى مجتمع البحث العلمي، وذلك بعد أن توجه خبراء من وكالة الفضاء الأوروبية إلى أميركا لتشغيل آداه ثقب خاصة صنعتها الوكالة لافتتاح الهدية التي لم تمس منذ ما يقرب من 50 عاماً، وذلك وفق تقرير نشرته الوكالة على موقعها الرسمي أول من أمس.
وسافرت فرانشيسكا ماكدونالد وزميلها تيمون شيلد من وكالة الفضاء الأوروبية الشهر الماضي إلى مركز جونسون للفضاء التابع لـ«ناسا» في هيوستن بالولايات المتحدة، لتسليم أداة الثقب وتدريب فريق تنظيم العينة القمرية على كيفية تشغيلها.
وتقول فرانشيسكا: «إنه لشرف كبير أن تكون قادراً على العمل بين كنز دفين من عينات القمر القديمة التي شهدت تاريخ نظامنا الشمسي، وأن تكون جزءاً من برنامج يمكن أن يساعد في الكشف عن أسرارها».
ويسمح فتح العينة باستخراج الغازات القمرية الثمينة التي قد تكون محفوظة فيها وسيتيح تحليل المواد المتطايرة الغازية للعلماء فهم جيولوجيا القمر بشكل أفضل ومساعدة المهندسين على تصميم أدوات وتقنيات أفضل لأخذ العينات للبعثات المستقبلية إلى القمر أو حتى المريخ.
وتعد تجربة استخراج الغاز جزءاً من برنامج تحليل عينات الجيل القادم من أبولو (ANGSA) الذي ينسق تحليل عينات القمر البكر من عصر أبولو، وللمرة الأولى على الإطلاق، تشارك وكالة الفضاء الأوروبية في فتح التربة العائدة من القمر.
ويعتقد العلماء أنه قد تكون هناك غازات غير محكمة الترابط، مثل الهيدروجين والهيليوم والغازات النبيلة لا تزال محاصرة في حاوية العينة. وتقول فرانشيسكا: «أداة الثقب هي حل للوصول إلى الغازات، ونحن حريصون على معرفة مدى جودة حفظ حاوية التفريغ للعينة والغازات الهشة».
وتضيف: «سيتم إرسال عبوات عينات الغاز إلى مختبرات متخصصة في جميع أنحاء العالم لمزيد من الدراسات التفصيلية، ويمكن أن يساعد كل مكون غاز يتم تحليله في سرد جزء مختلف من القصة حول أصل وتطور المواد المتطايرة على القمر وداخل النظام الشمسي المبكر».
قد يهمك أيضًا: