واشنطن ـ مصر اليوم
هبط الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، أمس (الأحد)، من دون مشكلات في ولاية نيو مكسيكو، بعد رحلة قصيرة إلى الفضاء، وفق ما أفادت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية، في المكان.وحطت المركبة «في إس إس يونيتي» التي تقل أيضاً طيارين اثنين، و3 ركاب آخرين على مدرج في قاعدة سبايسبورت أميركا، نحو الساعة 10:40 (16:40 بتوقيت غرينيتش). وقبل الهبوط، وصف برانسون تحليقه في الفضاء بأنّه «تجربة فريدة في الحياة»، علماً بأنّه أول ملياردير يقوم بهذه الرحلة في مركبة طوّرتها شركة أسسها بنفسه، متقدماً بذلك على جيف بيزوس الذي سيقوم برحلته في 20 يوليو (تموز).وحدود الفضاء حسب الولايات المتحدة، تبدأ على ارتفاع 80 كيلومتراً. وعلى هذا الارتفاع، ينتقل لون السماء تدريجاً من الأزرق الداكن إلى الأسود. ويمكن عندها التحليق في ظل انعدام الجاذبية ومراقبة كوكب الأرض. ولن تبقى المركبة في الفضاء سوى بضع دقائق قبل أن تعاود الهبوط.وأراد برانسون، أمس، في رحلته إلى الفضاء أن يختبر انعدام الجاذبية بمركبة من صنع شركته التي أسسها قبل 17 سنة، محققاً حلماً يراوده منذ فترة طويلة.
وحلّقت المركبة لنحو 50 دقيقة، قبل أن تطلق المركبة المعلقة أسفلها التي ستشغل محركها الخاص حتى بلوغ الفضاء.ويأمل برانسون في إطلاق قطاع السياحة الفضائية الناشئ، ويسعى إلى أن يكون أول ملياردير يصل إلى الفضاء بواسطة مركبة تابعة لشركته الفضائية الخاصة، في سباق مع جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون.وكان منافس آخر لبيزوس، هو رئيس شركة «سبايس إكس» إيلون ماسك، قد أعلن على «تويتر» أنّه سيحضر عملية الإطلاق، الأحد، وكتب في تغريدة توجّه فيها إلى برانسون: «سأحضر لأراك ولأتمنى لك كل النجاح».
ولن يكون بيزوس وبرانسون أول من يسافران إلى الفضاء من أصحاب المليارات، فقد سبقهما الأميركي من أصل مجري تشارلز سيموني، ومن ثمّ مؤسس سيرك دو سوليي الكندي غي لاليبرتيه، اللذان أمضيا أياماً عدة في محطة الفضاء الدولية في 2007 و2009 على التوالي بعدما انطلقا بواسطة صاروخ سويوز روسي.
وستكون مهمة برانسون خلال الرحلة اختبار هذه التجربة التي سيعيشها الزبائن المستقبليون وتقييمها.
وتم إرجاء موعد الإقلاع ساعة ونصف ساعة بسبب الأحوال الجوية، وفق ما أعلنت «فيرجن غالاكتيك» صباح أمس.
وسيدير الطياران في المركبة محركها لتنفيذ عملية صعود خارقة لسرعة الصوت لتجاوز ارتفاع 80 كيلومتراً، الذي وضعته الولايات المتحدة حدوداً للفضاء. يمكن عندها للركاب وهم برانسون و3 موظفين من «فيرجن غالاكتيك» فكّ أحزمة الأمان والسباحة في ظل انعدام الجاذبية لمدة دقائق. وستباشر بعدها المركبة عملية النزول بالتحليق.ومنذ زمن يسعى الملياردير البريطاني البالغ 70 عاماً، إلى خوض مغامرات خارقة وتحقيق إنجازات رياضية.وقبل أيام كتب برانسون: «عندما كنت طفلاً كنت أرغب في الانطلاق إلى الفضاء»، موضحاً أنّ هذا الأمر الذي «لم يكن وارداً لأبناء جيلي»، ما دفعه إلى ابتكار اسم «فيرجن غالاكتيك» لإطلاقه على شركة قادرة على جعل ذلك ممكناً.لكن حادثاً تعرضت له مركبة تابعة لـ«فيرجن غالاكتيك» في الجو عام 2014 أسفر عن مقتل الطيار، أخّر المشروع طويلاً، وكاد يطيح بهذا الهدف.
ومذّاك، وصلت مركبة «في إس إس يونيتي» 3 مرات إلى الفضاء في عامي 2018 و2019 وفي مايو (أيار) الماضي في رحلات ضمّت طيارين وراكبة في العام 2019.وأقلعت الرحلة الفضائية من «سبايسبورت أميركا»، القاعدة الفضائية التي أقيمت في صحراء نيو مكسيكو، الواقعة على بعد أقل من 100 كيلومتر إلى الشمال من مدينة لاس كروسس.وبنيت هذه القاعدة بمبادرة من «فيرجن غالاكتيك»، وموّلت ولاية نيو مكسيكو الجزء الأكبر من المشروع. وتتضمن القاعدة مدرجاً يتخطى طوله 3.6 كيلومتر ومبنى ومساحات مخصصة لعمليات الطيران ولاستقبال الزبائن المستقبليين.
وبعد رحلة الأحد، تعتزم «فيرجن غالاكتيك» إطلاق رحلتين تجريبيتين إضافيتين، ومن ثمّ إطلاق رحلات تجارية منتظمة اعتباراً من العام 2022. وهي تطمح إلى إطلاق 400 رحلة في العام من «سبايسبورت أميركا».ودفع نحو 600 شخص حتى الآن ثمن بطاقة السفر إلى الفضاء بسعر يراوح بين 200 و250 ألف دولار.وعلى الرغم من تشديد برانسون مراراً وتكراراً على أنّ الفضاء ملك الجميع، تبقى الرحلات الفضائية محصورة بالأثرياء. وقال برانسون: «عند عودتي سأعلن عن أمر يثير الحماسة جداً سيسمح لمزيد من الأفراد بالتحول إلى رواد فضاء».ومنذ سنوات يشهد قطاع السياحة الفضائية منافسة تسارعت وتيرتها بشكل كبير هذا الشهر، إذ يعتزم بيزوس الانطلاق إلى الفضاء في 20 يوليو بصاروخ «نيو شيبارد» الذي طوّرته شركته الخاصة «بلو أوريجن».ونشرت «بلو أوريجين» الجمعة جدول مقارنة، سلّطت فيه الضوء على إنجازاتها، مقارنة بمنافستها «فيرجن غالاكتيك».
قد يهمك ايضا