تليسكوب التجربة الكندية العملاق

ركب فريق من العلماء الكنديين آخر قطعة في تليسكوب التجربة الكندية لقياس كثافة الهيدروجين، والذي قد يُساعد العلماء في كشف بعض أسرار الكون، ويشتمل التلسكوب الذي أطلق عليه اسم التجربة الكندية لرسم خرائط كثافة الهيدروجين، على أربعة أسطوانات على شكل حرف U يبلغ طولها 100 متر "328 قدمًا"، ما يسمح لها باكتشاف إشارات يعود مداها إلى عمر  الكون عندما كان  يتراوح ما بين 6 و11 بليون عام.

وقد قام الباحثون بتثبيت القطعة النهائية هذا الأسبوع، ما جعلهم يقتربون من إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، لاستكشاف الطاقة المظلمة وانفجارات الراديو السريعة الغامضة المقبلة من المجرات البعيدة.

وقال الدكتور مارك هالبرن، من جامعة كولومبيا البريطانية: "مع تليسكوب الرنين سنقوم بتقييم تاريخ توسع الكون ونتوقع زيادة فهمنا للطاقة المظلمة الغامضة التي تدفع التوسع بشكل أسرع من أي وقت مضى، ويعتبر ذلك جزء أساسيًا من الفيزياء لأننا لا نفهمه، أنها سر عميق، وهذا يتعلق بفهم أفضل كيف بدأ الكون وما ينتظرنا".

ويوجد تلسكوب الرنين "تشيم"، الذي وصلت تكلفته إلى  16 مليون دولار في جبال وادي أوكاناغان في كولومبيا البريطانية في مرصد دومينيون الفلكي بالقرب من مدينة بنتيكتون، ويشبه التلسكوب بأسطواناته، التي تبدو على شكل حرف U والمصنوعة من شبكة معدنية، نصف الأنابيب المستخدمة في التزلج وركوب الأمواج، ويساوى الجهاز الضخم في الحجم  خمسة أضعاف حجم حلبة نورث أميركا للهوكي.

ومن المقرر أن يكون الجهاز ذو التصميم الفريد من نوعه، بجانب قوة الحوسبة المتقدمة، بمثابة "آلة زمن" للبحث عميقًا في تاريخ الكون، وهذا يمكن أن يساعد العلماء على فهم أفضل لتاريخ الكون، والتدفقات اللاسلكية السريعة الغامضة، والكشف عن موجة الجاذبية
 
وأكد الدكتور فيكتوريا كاسبي، من جامعة ماكغيل: "التصميم الفريد المتناغم يمكننا من معالجة واحدة لأكثر المناطق المحيرة الجديدة للفيزياء الفلكية اليوم"، مضيفًا "أصل هذه الأحداث الغريبة هو في الوقت الحاضر لغزًا، مع  اكتشاف اثني عشر فقط منه منذ اكتشافهم قبل عقد من الزمان، ومن المرجح الكشف عن العديد من هذه الاكتشافات كل يوم، وتزويدنا بكنز ضخم من البيانات التي من شأنها أن تضع كندا في طليعة هذه الأبحاث".
 
وسيجمع تليسكوب الرنين موجات إذاعية ذات أطوال موجية تتراوح بين 37 و75 سنتيمترًا، وذلك، وفقًا للباحثين، يُماثل تلك التي تستخدمها الهواتف المحمولة، وسوف تسمح للتلسكوب لالتقاط إشارات الراديو الضعيفة للغاية من الكون، ومعظم هذه الإشارات تأتي من درب التبانة، ولكن، بدأت بعض رحلتها قبل مليارات الأعوام، وسيحصل التليسكوب على كمية هائلة من البيانات، بمعدل يعادل جميع البيانات في شبكة الهاتف النقال في العالم

بينما أوضح الدكتور كيث فاندرليند، من جامعة تورونتو: "يستخدم الحاسوب العملاق الضخم لمعالجة الضوء وموجات الراديو"، متابعًا: "كل تلك القدرة الحاسوبية تتيح لنا أيضًا القيام بالأشياء التي كانت مستحيلة في السابق، ويمكننا أن ننظر في العديد من الاتجاهات في وقت واحد، وتشغيل العديد من التجارب في موازاة ذلك، والاستفادة من قوة هذا النوع الجديد بطرق لم يسبق لها مثيل".