وكالة "ناسا"

كشف خبراء أنه في حال تمكنت أعيننا من رؤية إشعاعات عالية الطاقة، تسمى أشعة غاما، فسيبدو القمر أكثر إشراقا من الشمس.

وخلال العقد الماضي، درس تلسكوب "فيرمي" التابع لوكالة "ناسا" القمر، مع تحليل انبعاثات الجسيمات الناجمة عن تأثير الأشعة الكونية.

وتؤثر هذه الجزيئات سريعة الحركة، والتي تنشأ خارج نظامنا الشمسي، على سطح القمر بانتظام نظرًا لعدم امتلاكه درعًا مغناطيسيًا.

والآن، أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية صورًا ولقطات متحركة لأشعة غاما، التي تُنتج عندما تضرب الأشعة الكونية هذه سطح القمر.

وقام باحثون من المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء النووية في "باري"، بتحليل المعطيات المأخوذة من تلسكوب "فيرمي" للتوصل إلى هذه النتيجة. وجمعوا بيانات أشعة غاما مع طاقات تتجاوز 31 مليون فولت إلكتروني- أي أكثر من 10 ملايين مرة من طاقة الضوء المرئي.

ثم قاموا بتنظيمها بمرور الوقت، موضحين كيف أدت فترات التعرض الطويلة على مدار المهمة، إلى تحسين نظرتنا إلى هذه الظاهرة.

وقال فرانسيسكو لوباركو، الذي يدرس البيانات: "عند النظر إلى هذه الطاقات، لن يمر القمر أبدا بمراحله الشهرية وسيبدو دائما مكتملا".

ونظرًا لأن الجزيئات الموجودة في الأشعة الكونية مشحونة كهربائيا، فإنها تتأثر بشدة بالمجالات المغناطيسية التي يفتقر إليها القمر.

ونتيجة لذلك، حتى الأشعة الكونية ذات الطاقة المنخفضة، يمكن أن تصل إلى السطح وتحول القمر إلى كاشف جسيمات فضائي مفيد.

وعندما تضرب الأشعة الكونية، فإنها تتفاعل مع جزيئات سطح القمر، التي يطلق عليها اسم regolith، لإنتاج انبعاثات أشعة غاما التي يمتص القمر معظمها.

وقال الباحث ماريو نيكولا مازيوتا: "الأشعة الكونية هي في معظمها بروتونات تسرعها بعض أكثر الظواهر حيوية في الكون".

تجدر الإشارة إلى أن وكالة "ناسا" تخطط لإعادة إرسال البشر إلى القمر بحلول عام 2024 من خلال برنامج Artemis، بهدف نهائي يتمثل في إرسال رواد الفضاء إلى المريخ.

وتمثل عمليات رصد أشعة غاما هذه تذكيرا بأن رواد الفضاء على القمر، سيحتاجون إلى الحماية من الأشعة الكونية نفسها، التي تنتج إشعاعات غاما عالية الطاقة.

قد يهمك ايضا

"المعادن السائلة" وراء التحرك السريع للقطب المغناطيسي الشمالي

وكالة الفضاء الأوروبية في روسيا تقرر التخلي عن استخدام مطار "بايكونور"