موقعي "فيسبوك" و"تويتر" يتسابقان على فضح مسرّبي الشائعات

مع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية لعام 2018، يقوم كلٌ من منصات وسائل الإعلام الاجتماعية، بشنّ حرب هادئة ضد الشائعات سريعة الانتشار حول كيف ومتى وأين يتم التصويت؟ - بما في ذلك المشاركات التي تحتوي على معلومات غير دقيقة حول كيفية إرسال بطاقات الاقتراع بالبريد، أو الصور الفوتوغرافية التي تُظهر خطوطًا طويلة في مراكز الاقتراع. وللقيام بذلك، فإنها تتخذ خطوات جدية لفحص المحتوى التي تعتبره تهديدًا مباشرًا للديمقراطية وإزالته إذا لزم الأمر.

بالنسبة إلى موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، يتمثل التحدي في التأكد من أن المعلومات الخاطئة حول التصويت - التي قد تكون زرعتها الحكومات الأجنبية أو الجهات المحلية الخبيثة، ثم ضخمها مستخدمو "الويب" عن غير قصد - لا تعمل على ردع أو ترهيب الناخبين غداً الثلاثاء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، إذ يخجل عملاقا الانترنت من تصحيح أو إزالة تعليقات كاذبة على منصاتهما، بحجة "أنهم ليسا محكمين بالحقيقة."

على سبيل المثال، أثار مستخدمو "تويتر" في الأسابيع الأخيرة، إشاعة مفادها أن وكلاء الهجرة الفيدرالية قد يتمركزون في مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد للتحقق من وضعيات الناخبين، إذ كُتب في التغريدة "سمعت أن وكلاء ICE سيكونون في مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات، ويخططون لترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون التصويت." وقد تمت إزالة هذا المنشور، الذي اكتسب قوة دفع قليلة، بعدما اتصلت الـ"واشنطن بوست" بـ"تويتر" يوم الخميس، مستفسرة عن هذا الموضوع.

ويخشى الخبراء من أن مثل هذه التغريدات يمكن أن تنتشر وتخيف المهاجرين المسموح لهم بالتصويت من الإدلاء بأصواتهم. إلا أن كلتا الشركتين تتقدمان بحذر، في محاولة للعثور على التوازن الصحيح بين مكافحة القمع المتصور للناخبين والحفاظ على حرية التعبير. ويقول (فيسبوك وتويتر) إنهما صقلا سياساتهم – وخوارزمياتهما (حساباتهما) - في محاولة لإحباط التهديدات والمعلومات الخاطئة حول التصويت. ويشدد المسؤولون الحكوميون أيضا على أنهم يراقبون، ويقول العديد من قادة الانتخابات في الولايات ومنظمات حقوق التصويت إنهم أبلغوا الشركات عن وجود إشكاليات في بعض المنشورات.

وواجه عمالقة التكنولوجيا أساليب مماثلة خلال انتخابات عام 2016، بعدما استخدمت حسابات مزيفة كانت تربطها علاقات محتملة بروسيا على "تويتر"، استهدفت نقل معلومات غير دقيقة عن التصويت إلى الناخبين من أصل إسباني وأميركي من أصل أفريقي، وفقًا للوثائق التي أصدرها مشرعون في "الكونغرس".

وقال وزير الدولة لشؤون ولاية "فيرمونت" وزعيم الرابطة الوطنية لأمناء الدولة جيم كوندوس: "إننا نشعر بالقلق من أن هناك معلومات خاطئة". وتكمل الرقابة المتزايدة عمليات التذكير بالمشاركة في التصويت، وبالأدوات الأخرى التي ستكون متاحة للمقترعين يوم الانتخابات. ويوم الجمعة الماضي، أعلن "تويتر" أنه سيعرض العد التنازلي للانتخابات ويساعد المستخدمين على معرفة المزيد عن مرشحيهم المحليين. وهناك شركات أخرى، مثل "سنابشات" و"سبوتيفاي"، تشجع بالمثل مستخدميها على التصويت.