واشنطن يوسف مكي
قد تربح شركة "سامسونغ" جزءًا من الـ 399 مليون دولار التي ألزمها حكم قضائي بدفعها إلى شركة "آبل"، في قضية تمّ تغريمها فيها لنسخها أجزاء من هاتف "آيفون7 Iphone .
ويبدو أن المحكمة العليا قد أثارت الشكوك حول الحكم كجزء من جلسة استماع قد تقلب واحدًا من أهم الأحكام القضائية في السنوات الأخيرة. وسوف يأتي الفوز لشركة "سامسونغ" في وقت مُهم للغاية، مع المليارات التي تخسرها الشركة الكورية كنتيجة لهواتفها المنفجرة.
وتستمع المحكمة العليا إلى حجة في الجزء الأخير من النزاع الذي طال أمده بين شركتي الهاتف، فالقضية الحالية هي استئناف ضد الحكم الذي أمر سامسونغ بدفع كل الفوائد التي ربحتها من بيع 11 نوعًا من الهواتف، بعد أن جادلت شركة آبل بأنّ المميزات محل النزاع كانت سببًا رئيسيًا في نجاحها، على الرغم من أنّ جزءًا صغيرًا نسبيًا من الأجهزة كان من اختراعهما
ويمكن أن ترسل تلك القضية وتوابعها تموجات في صناعة التكنولوجيا بأكملها، حيث يتعلق الأمر بتساؤل كيف يمكن حماية الكثير من براءات الاختراع، إذا كانت تأتي على حساب الابتكار والمميزات الجديدة للمستخدمين، وأيًا كان القرار الذي سيتم اتّخاذه فمن المرجح أنّه سيؤثر على تصميم المنتجات لسنواتٍ عديدة مقبلة.ولكنه أيضًا يشمل القرارات ذات الدرجة العالية من التعقيد حول الأضرار التي يتم منحها للشركات. وقال قضاة المحكمة العليا إنّ تحديد كمّ التعويضات التي يتم منحها هو تحدٍ لهيئة المحلفين، وفضّلوا قواعد جديدة من شأنها أن تحدد حدًا لهذه الجوائز.
وهذه القضية هي جزء من سلسلة من الدعاوى القضائية ذات الرهانات العالية بين خصمي التكنولوجيا، والتي بدأت في 2011، ولا يوجد أي من هواتف سامسونغ الأولى التي تشارك في الدعوى في السوق الآن.
وقامت شركة آبل والتي مقرها "كوبيرتينو" في كاليفورنيا، بمقاضاة شركة سامسونغ والتي مقرها كوريا الجنوبية، بسبب نسخ الأخيرة لعدة خصائص مُميزة لهاتف آيفون، والتي تملك آبل براءات اختراع لها مثل: الشاشة المسطحة، شكل الهاتف المستطيل المستدير، ونظام تخطيط الأيقونات على الشاشة.
وتختلف الشركتان حول كم يجب على سامسونغ أن تدفع تعويضًا لآبل بموجب قانون 1887، والذي يطالب المتعدين على براءات الاختراع بدفع “الفائدة الكاملة”، في قضية يدور فيها الخلاف حول إذا ما كان هذا يعني الفائدة من مبيعات جميع الهواتف، أو فقط الربح الذي يتعلق بالمكونات المحددة التي تم نسخها.
وتقول سامسونغ إنّ الجائزة الضخمة تتجاهل حقيقة أنّ هواتفها بها أكثر من 200.000 براءة اختراع، والتي لا توجد مثلها لدى آبل، وتقول آبل إنّ الحكم عادل لأن نجاح هاتفها آيفون كان مرتبطًا مباشرة بمظهره المميز.
وقضت محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن، التي تنظر في قضايا براءات الاختراع، بأن أبل كانت تستحق جميع الأرباح. وقالت محامية شركة سامسونغ، كاثلين سوليفان، للمحكمة إنّ إجمالي الأرباح يجب أنّ يُحدد فقط في قطعة المنتج التي تم نسخها، وأضافت أنّ الأطراف يمكن أن يستخدموا استطلاعات المستهلكين وشهادات الخبراء، لإظهار كم يمكن أن يؤثر التصميم على المبيعات.
ويبدو أن القضاة مُنفتحون على هذه الفكرة، ولكن ظل العديد يتساءلون حول كيف يمكن أن يلعب بها مستخدمون مثال سيارة من نوع «Volkswagen Beetle»، وهي سيارة بتصميم ملتوي والتي كانت شعبية في ستينات القرن الماضي.
وقالت القاضية سونيا سوتومايور: “من المحتمل أن يكون الجسم يساوي 10% من تكلفة السيارة، ولكن 90% من الأرباح يمكن إرجاعها إلى شكل السيارة. ولكن القاضي صامويل أليتو قال: إن مثال السيارة لم يكن مساعدًا كفاية. وتابع لا يمكنني أن أتغلب على فكرة أنّ لا أحد يشتري سيارة، حتى لو كانت Volkswagen Beetle لأنّهم يحبون الطريقة التي تبدو عليها. واعتمد براير على أمثلة أخرى تقترح أنّ اختبار الحد من الأضرار التي لحقت بعنصر واحد فقط تم انتهاكه، وليس المنتج بأكمله، يمكن أن تعمل.
وقال: أنت تعرف، في حالة ورق الحائط، يمكنك أن تحصل على الشيئ بأكمله، وفي حالة استخدامك لصورة Rolls Royce على غطاء مُحرك السيارة، لا، لا، لا. أنت لا تحصل على كل الأرباح من السيارة.
وقال محامي وزارة العدل، الذي يجادل لصالح إدارة أوباما، بريان فليتشر، إنّ القضاة يجب عليهم اعتماد اختبار متعدد العوامل، والذي يتضمّن أهمية التصميم لسمات المنتج، وإلى أي مدى يقوم المُستهلكون بشراء هاتف آيفون بناءً على ما يبدو عليه، وليس بناءً على ما يمكنه القيام به. وبدا كل من سوليفان ومحامي شركة آبل، النائب العام السابق سيث واكسمان، مفتوحان (متقبلان) لفكرة أنّ تتبنى المحكمة نسخة من اختبار الحكومة.
عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك "فيسبوك" و"غوغل"، يدعمون سامسونغ، ويقولون إنّ التمسك بحكم المحكمة الأدنى درجة سوف يرفع من قدر براءة اختراع واحدة على حساب كل الأشياء الأخرى التي بإمكان الهاتف الذكي القيام بها، مما قد يؤدي إلى مكاسب مفرطة لا يقصدها القانون.
على الجانب الآخر، شركات مثل مصانع "أديداس" المُصنعة للملابس الرياضية، وشركة المجوهرات "تيفاني وشركاه"، تقولان إنّ السماح باسترداد الأرباح الإجمالية سوف يُثبط من عزيمة “قراصنة التصميم”، ويحمي الشركات التي تستثمر في تصاميم مبتكرة.
وتأتي القضية في وقتٍ عصيبٍ لشركة سامسونج، حيث أعلنت الشركة يوم الثلاثاء أنّها أوقفت مبيعات هواتف "جالاكسي نوت 7" الذكية، بعد تقاريرٍ تُفيد بأنّه حتى البدائل التي تعاني منها النماذج الأصلية قد اشتعلت بالنيران، ولم يكن هذا النموذج جزءًا من الدعوى القضائية الخاصة ببراءة الاختراع. ومن المتوقع صدور حكم في القضية بحلول يونيو/حزيران المقبل.