واشنطن ـ مصر اليوم
اقترح علماء باستحداث ما يسمى بـ"سبات اصطناعي" لرواد الفضاء خلال الرحلات الفضائية إلى المريخ وما وراءه، وهذا "السبات البشري" من شأنه أن يقلل من الحاجة إلى إمدادات الغذاء والمياه ويمكنه حتى حماية رواد الفضاء من الإشعاعات الخطيرة.
وزعم العلماء، أن هذه التقنية يمكن أن تستخدم يومًا ما لعلاج المصابين بأمراض خطيرة على الأرض، وناقش الفريق إمكانات هذه التكنولوجيا في مؤتمر طبي في "نيو أورلينز"، الأسبوع الماضي.
وتركز نظرية هذه التقنية، على بقاء الطاقم الذي دخل في سبات على قيد الحياة على مسافات فلكية هائلة، ما يقلل من الحاجة إلى أخذ كميات هائلة من الطعام والماء، وهذا يعني أن المركبة الفضائية ليست مضطرة إلى أن تكون كبيرة جدًا وأن المهام ستكون أرخص، في حين أن رواد الفضاء لن يشعروا بالملل أثناء اجتياز المسافات الطويلة في الفضاء.
ولا يخضع البشر بشكل طبيعي لحالة السبات مثل ما هو الحال لبعض الحيوانات مثل الدببة، والتي تدخل في هذه الحالة عندما يكون الغذاء نادرًا ودرجات الحرارة منخفضة.
ويولي العلماء اهتمامًا كبيرًا بمسألة "سبات البشر" من أجل ابتكار مسبار اصطناعي يساعد في خفض تكلفة الرحلات الفضائية ومعالجة الأمراض الخطيرة، كما أن هذه الطريقة يمكنها حماية أفراد طواقم البعثات الفضائية من المخاطر الصحية ذات الصلة بالفضاء.
وكشف العلماء، بقيادة الدكتور ماثيو ريغان، من "جامعة ويسكونسن"، كلية الطب البيطري، عن أوجه التشابه والاختلاف بين النوم والسبات، وكيف يمكن لرواد الفضاء الاستفادة منها.
وتساعد دراسة السبات في الثدييات في علاج المرضى الذين يعانون من الحالات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والسكتة القلبية وفقدان الدم الشديد، حيث أن الحيوانات التي تدخل في سبات لديها مقاومة طبيعية للإصابات المختلفة التي يمكن أن تحدث بسبب نقص تدفق الدم، ومع ذلك، فإن الطريقة التي يقلل بها الجهاز العصبي من النشاط الأيضي خلال فترة السبات لا تزال مجهولة.
ويقول العلماء، إن كيفية تكيف الحيوانات في الظروف القاسية قد يلعب دورًا إيجابيًا في العلوم الطبية البشرية، وبخاصة في "البيئة الفضائية القاسية".