زغرب ـ نانسي نجم
أكّد خبير تحدث للبرنامج التسجيلي الإسباني "سايبورغ بيننا"، أنه سيتم بعد مائة عام النظر إلى إنسان اليوم وإلى نمط حياته المعاصرة بتعجب شديد، وسيتم التساؤل كيف عاش من دون أي أجهزة إلكترونية داخل جسده تنظم الوظائف العديدة له وتحسن حواسه؟
ووفق الخبير ذاته، يحتاج الأمر إلى قليل من الوقت فقط قبل أن تبدأ التكنولوجيا بدخول أجسامنا، بل إن هناك من بدأ فعلًا في هذا المجال وأدخل أجهزة إلى جسمه، ومنهم شخصيات من جنسيات غربية تحدثت للبرنامج التسجيلي الذي عرضته القناة الإسبانية "تي في أي" أخيرًا.
يجمع البرنامج التحقيقي آخر ما وصلت إليه هذه التكنولوجيا، والتي يزعم أصحابها أنها وحدها من سينقذ الإنسان من الأمراض التقليدية والطارئة، وتحقق حلمه بهزيمة الموت. وبالإضافة إلى العلماء الذين يطورون ويبحثون في هذه المضمار، يقابل البرنامج أبرز حاملي هذه التكنولوجيا في أجسامهم، ومنهم من تحول إلى وجه هذه التكنولوجيا، مثل الشاب الذي زرع جهازًا خاصًا في رأسه بجزء خارجي يشبه الرادار يعلق فوق الرأس وينظم تنظيم الرؤية لصاحبه والذي يعاني من عمى الألوان. وهناك رجل آخر زرع أجهزة تلقٍ داخل رأسه أعانته على السمع الذي فقده وهو بعمر العشرينات.
يبدأ البرنامج من مسابقة في مدينة زيوريخ السويسرية للذين يركّبون أطرافًا صناعية ذكية، بعدما فقدوا أطرافًا لهم بسبب أمراض أو حوادث. ويركز هذا الجزء من التحقيق على سائق شاحنة من السويد فقد يده بسبب مرض السرطان، وليبدأ بعدها تجريب أطراف اصطناعية ذكية يشرف عليها مركز بحث إسباني متخصص. ويتسابق السائق السويدي مع زملاء له أمام جمهور كبير للقيام بتحديات تثبت مدى التقدم الذي وصلت إليه هذه التكنولوجيا، فهو يستطيع بواسطة الذراع الاصطناعية أن يلتقط أشياء من الأرض ويفتح علبًا معدنية ويبدل لمبة الضوء. كما أن اليد الاصطناعية ترتبط بالأعصاب البشرية، إذ إن حاملها يُمكن أن يشعر بها إذا لمسها أحد أو اصطدمت بأشياء خارجية.
تسير التطورات التكنولوجية في مجال زرع أجهزة إلكترونية في الجسم البشري أسرع من قدرة التشريع في الدول الغربية على ملاحقتها، وهذه قضية يهتم بها البرنامج التلفزيوني فيقابل خبراء في هذا الخصوص، كما يسجل مناقشات أجريت تحت قبة الاتحاد الأوروبي بين أشخاص زرعوا أجهزة إلكترونية في أجسادهم وأعضاء في البرلمان، والتي جاءت كرغبة من المؤسسة الأوروبية الحكومية في الاطلاع على آخر التطورات في هذا المجال والاستماع إلى تجارب شخصية.
وعندما ينتقل البرنامج الإسباني إلى الولايات المتحدة، يتبيّن أن معظم التطورات في هذا الجانب يضطلع بها أشخاص عاديون أو منظمات صغيرة، بعيدًا من الرقابة الحكومية التي ترفض هذه التجارب اليوم لخطورتها ولعدم خضوعها لاختبارات وكما هي الحال مع جميع الأدوية والعلاجات الطبية الحديثة. فيما يكشف بعض الأميركيين من الذين تحدثوا للبرنامج أنهم زرعوا أجهزة إلكترونية في محلات رسم الوشوم وفي شكل غير قانوني. وأنهم تحملوا هذه الأخطار لثقتهم بأهمية هذه التجارب على فتح الباب لتطورات هائلة قادمة.
يعود البرنامج إلى الماضي، وإلى بداية الحديث عن مصطلح " سايبورغ " (أي الجمع بين الصناعي والبشري)، والذي يعود إلى ستينات القرن العشرين. كما أن البرنامج لا يكتفي بالحوارات، بل يشرح ومن طريق مؤثرات صورية وصوتية جيدة التنفيذ آلية عمل هذه الأجهزة، وكيف تشتغل سويًا مع الأجهزة العضوية للإنسان وخصوصًا مع الشاب الذي بدأ ومن طريق هذه الأجهزة بمشاهدة الألوان التي كان محرومًا منها. بيد أن أكثر دقائق البرنامج تأثيرًا، تلك التي أظهرت تقدم تكنولوجيا الأطراف الاصطناعية الذكية، حيث غيرت هذه الأخيرة من حيوات أصحابها.