أبوظبي ـ مصر اليوم
أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن إنجاز الاستعدادات اللازمة لبدء المهمة العلمية للمسبار بعد إجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من دقة وسلامة الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار على متنه والتي أثبتت أن أداء هذه الأجهزة يفوق التوقعات.وتنطلق رسمياً المهمة العلمية لمسبار الأمل اليوم وتستمر لمدة عامين، بهدف الحصول على أول صورة كاملة لمختلف طبقات الغلاف الجوي للمريخ خلال النهار والليل وكل فصول السنة المريخية التي تعادل عامين أرضيين.
إنجاز المهمة
وقال المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»: بعد الرحلة الناجحة إلى المريخ، والمناورة شبه المثالية لدخول مدار الكوكب وانتقالنا من مدار التقاط مسبار الأمل إلى المدار العلمي، أكملنا مرحلة المعايرة والاختبار. ويسعدني الإعلان أن مسبار الأمل في وضع مثالي لبدء مهمته العلمية التي تستمر لمدة عامين.
وأضاف: إن بدء المهمة العلمية للمسبار يتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من الكوادر الوطنية الشابة بالشراكة والتعاون مع الشركاء الدوليين للمشروع الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية كونه سيوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر.
شمولية
وأكدت حصة المطروشي نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» للشؤون العلمية أنه مع بدء المرحلة العلمية لمسبار الأمل سوف تقوم الأجهزة العلمية التي يحملها على متنه بالعمل على توفير صورة واضحة وشاملة عن مناخ كوكب المريخ في كل الأوقات على مدار سنة مريخية كاملة، وهذه المعلومات التي ستشاركها الدولة مع المجتمع العلمي العالمي مجاناً سوف تساعد العلماء والباحثين على الوصول إلى فهم علمي أعمق للعمليات التي تدور داخل الغلاف الجوي للمريخ، وخصوصاً في ما يخص تلاشي غازي الأكسجين والهيدروجين اللذين يعتبران المكونين الرئيسيين للماء، وهو ما قد يساعد في تفسير العديد من الظواهر العلمية المرتبطة بهذا الكوكب.
تفعيل الأجهزة العلمية
وجرى بنجاح تفعيل الأجهزة العلمية الـ 3 التي يحملها المسبار يوم 10 أبريل الماضي، أي قبل الموعد المحدد سلفاً، ليتبع ذلك مرحلة المعايرة والاختبار، وتبين لفريق عمل المشروع أثناء عمليات المعايرة والاختبار أن أداء هذه الأجهزة ودقتها يفوق التوقعات حتى الآن.
ويحمل «مسبار الأمل» 3 أجهزة علمية هي: كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، ويقيس الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ والهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ.
تركيز
والتقطت كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI التي يحملها المسبار أكثر من 500 صورة للمريخ منذ انتقال المسبار إلى المدار العلمي في أوائل أبريل الماضي، وستركز الكاميرا الآن على رسم خرائط لسحب المياه الجليدية في الغلاف الجوي للمريخ تزامناً مع دخول الكوكب الأحمر «الموسم الغائم». خلال الفترة الحالية، وفي ظل فصلي الربيع والصيف في النصف الشمالي للمريخ، يتشكل حزام من الغيوم بالقرب من خط الاستواء. سيكون لدى «مسبار الأمل» رؤية فريدة لهذه الغيوم، من خلال موقعه المتميز وقدرته على مراقبة الديناميكيات المتغيرة للغلاف الجوي خلال الدورات اليومية والموسمية.
وبالنسبة للمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء EMIRS، فمنذ دخول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ، عمل المقياس الموجود على متن المسبار، على جمع بيانات علمية توضيحية، ومعايرة المقياس بشكل صحيح، بالإضافة إلى معالجة البيانات التي يتم جمعها بصورة روتينية ودورية. وفي المجمل قام المقياس بجمع أكثر من 130 ألف صورة طيفية منذ وصوله إلى المريخ. ومدنا بأكثر من 40 ملاحظة علمية توضيحية مخطط لها من قبل، تغطي جزءاً كبيراً من فترات اليوم على المريخ. وسيرصد المقياس المريخ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﺰم اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺤﻤﺮاء، درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﺴﻄﺢ، ودرﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وقياس اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺒﺼﺮي ﻟﻠﻐﺒﺎر واﻟﺴﺤﺐ اﻟﺠﻠﯿﺪﯾﺔ ووفرة ﺑﺨﺎر اﻟﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي، وذلك على مدار يوم المريخ، وعلى نطاقات زمنية شبه موسمية. وستوفر هذه البيانات، جنباً إلى جنب مع تلك البيانات الخاصة بالمقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية وكاميرا الاستكشاف الرقمية، نظرة تفصيلية وغير مسبوقة عن مناخ المريخ وتفسر أسباب عمليات تلاشي الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
أما المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية EMUS، فقد تمكن منذ وصول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ من جمع بيانات علمية توضيحية مهمة، ما يقارب 14 ألف صورة طيفية مكانية للغلاف الجوي، بما يعادل 1.6 مليون طيف فردي. وأظهر التشغيل الأولي لـ 4 أنواع مختلفة من العمليات العلمية بواسطة هذا الجهاز أنه يعمل بشكل مثالي ويتتبع بدقة المستهدفات في مجال رؤيته. وتم استخدام بعض البيانات التي تم جمعها من المقياس لإنشاء الصورة في «الشكل X»، وسوف يستمر المقياس في جمع هذه الملاحظات العلمية طوال المرحلة العلمية ليساعدنا في فهم تكوين وهيكل الغلاف الجوي العلوي للمريخ وما يطرأ عليه من تغيرات خلال الفصول المختلفة.
أهداف
يستهدف مسبار الأمل نقل صورة شاملة عن الغلاف الجوي المريخي والعلاقة بين طبقتيه العليا والسفلى، وللمرة الأولى، سيتمكن العلماء حول العالم من الحصول على نظرة شاملة وكاملة للغلاف الجوي للمريخ في أوقات مختلفة من اليوم، وعبر مواسم الكوكب المختلفة. وتتزامن رحلة مسبار الأمل التاريخية إلى الكوكب الأحمر مع احتفال دولة الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها.
قد يهمك ايضا