شركة فيسبوك

أصدرت شركة "فيسبوك" تطبيق الفيديو الجديد "آي جي تي في" (IGTV)، الذي سيكون موجودا أيضا كعلامة تبويب داخل تطبيق "إنستغرام" الحالي، ومنذ أن استحوذت "فيسبوك" على "إنستغرام" في عام 2012 نما التطبيق إلى نحو 5 أضعاف تطبيق "سناب تشات"، ويبدو أنه حان الدور الآن لمنافسة "يوتيوب"، المنصة الأكبر للفيديو في العالم.

ومِن المعروف أنّ الطول الأقصى للفيديوهات في "إنستغرام" لا يتجاوز الدقيقة الواحدة، الشيء الذي وقف عقبة في وجه مستخدمي المحتوى الذين يحتاجون إلى وقت أطول لإيصال فكرتهم، ولهذا فكرت "فيسبوك" في دخول هذا المجال بتوفيرها لتطبيق IGTV الذي سيتيح للمستخدمين رفع فيديوهات قاموا بتسجيلها مسبقا إلى غاية 10 دقائق، وحين سئل آشلي يوكي أحد مديري تطبيق "إنستغرام" عن إمكانية تسجيل فيديو مباشر Live Video قال إن هذه الميزة غير متوفرة حاليا لكنهم سيبحثون مدى جدواها وسيتم توفرها في المستقبل إن دعت الحاجة.

وعلى عكس تطبيق "إنستغرام" الرئيسي، الذي يعرض فيديو "قصص" Story كفقاعات في أعلى الصفحة، ستظهر مقاطع فيديو IGTV كسلسلة من الصور المصغرة المستطيلة في أسفل الصفحة الرئيسية للتطبيق. وبعد النقر على أحد هذه المصغرات، ينتقل الفيديو إلى وضع ملء الشاشة، ويمكن للمستخدم التفاعل مع الفيديوهات عن طريق الرموز الثلاثة نفسها التي تراها الآن على تطبيق "إنستغرام": القلب للإعجاب، فقاعة التعليقات، وأخيرا وليس آخرا، أداة المشاركة.

وعلى غرار تطبيق "الماسنجر" الذي كان مدمجا في تطبيق "فيسبوك"، ثم قررت "فيسبوك" جعله تطبيقا منفصلا، ها هي الشركة تتخذ نفس الخطوة مع IGTV على الرغم من أنه سيكون موجوداً كعلامة تبويب داخل تطبيق "إنستغرام" الحالي كما أشرنا.

ولكن يمكن أن تتغير استراتيجية التطبيق الثنائي إذا ما نجحت فكرة الفيديو الطويل، وبخاصة مع المراهقين الذين تعول عليهم "فيسبوك" كثيرا. فقد أكد الرئيس التنفيذي كيفن سيستروم، خلال إطلاق التطبيق أن السبب الرئيسي وراء قراره بتطوير تطبيق يدعم الفيديو الطويل هو جذب جيل جديد من المتابعين الذين يستخدمون مقاطع الفيديو بشكل مطرد على أجهزة الجوّال. واستشهد كل من سيستروم ويوكي ببيانات تشير إلى أن عدد المراهقين الذين يشاهدون التلفزيون قل بنسبة 40 في المائة عما كان عليه قبل خمس سنوات.

وهنا يتضح جليا أنه تم تسويق IGTV حصريا كتطبيق للترفيه وليس للتعليم أو مشاركة تحديثات الحياة مع مجموعة من الأصدقاء والأقارب، وهذا يطرح تساؤلا مهما وهو كيف سيشجع التطبيق منشئي المحتوى على رفع فيديوهاتهم، وبخاصة أنه لا توجد إعلانات على منصة IGTV.

ويجيب سيستروم عن هذا التساؤل بقوله: "نحن الآن نركز على بناء التفاعل، حيث لا توجد إعلانات في IGTV عند إطلاقه، لكن بكل تأكيد تفكر الشركة بتوفيره في المستقبل القريب، إذ إنها الطريقة الوحيدة التي ستمكن المبدعين من كسب قوتهم لأنهم يقضون حياتهم في فعل ذلك ولا بد من أن نكافئهم على ذلك".

لا شك أن IGTV سيتنافس مباشرة مع "يوتيوب" الذي أعلن للتو أن لديه أكثر من 1.9 مليارات مستخدم شهريا مسجلين، مقارنة بمليار مستخدم نشط شهريا على "إنستغرام"، لذلك لجأت الشركة لعقد شراكات مع منشئي المحتوى المعروفين، كقناة ناشيونال جيوغرافيك National Geographic مثلا التي يتجاوز عدد متابعيها الـ88 مليونا على "إنستغرام" فقط، لكنها أيضا وعدت بأن هذه الخدمة ستكون مفتوحة لأي شخص يستخدم "إنستغرام" خلال الأسابيع المقبلة.

وباستثناء الإعلانات، لا تزال هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين IGTV وYouTube كمنتجين، وأكبرها هو طريقة مشاهدة المحتوى فمقاطع يوتيوب، عادة ما تكون في وضع أفقي ولكن IGTV سيركز أكثر على مقاطع الفيديو العمودية، كما لا ننسى أنه لن نستطيع إرسال مقاطع الفيديو إلى أجهزة التلفزيون عبر IGTV كما هو الحال مع خدمة كاست Cast التي يوفرها تطبيق "يوتيوب" على الهواتف الذكية.
التحدي الآخر الذي سيواجهه IGTV هو عملية إدارة وضبط هذه الفيديوهات والتأكد من أنها تخلو من مقاطع تتعارض مع سياسة الشركة كالأخبار المزورة أو إعادة نشر مقاطع توجد بها حقوق نشر لجهة معينة، فبينما كان المشرف يستغرق بضع ثوانٍ فقط لإلقاء نظرة على الصورة قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت تنتهك سياسات التطبيق سيتوجب عليه الآن مشاهدة فيديو طوله ساعة كاملة قبل أن يتخذ قرار.

وفي النهاية، لا شك أن تطبيق IGTV أثار إعجاب الكثيرين بفكرته الجديدة وقاعدة المعجبين الضخمة التي يملكها التطبيق الأم "إنستغرام"، ولكن سيبقى السؤال الصعب هل سيستطيع IGTV التغلب على "يوتيوب" ليصبح المنصة الأولى لمحتوى الفيديو في العالم؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.