واشنطن - مصر اليوم
كشفت دراسة جديدة أن الشمس، رغم أنها أهم مصدر للطاقة من أجل الحياة على الأرض، لكنها "نائمة قليلا" مقارنة بالنجوم الأخرى في الكون.
وقارن علماء الفلك من معهد ماكس بلانك في ألمانيا، الشمس بمئات النجوم المشابهة لها، حيث أنه باستخدام بيانات من تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لوكالة ناسا، اختار الباحثون النجوم ذات درجة حرارة سطح وعمر ودوران مماثلة للشمس، في مجرة درب التبانة.
ويقول الباحثون إنه ليس من الواضح ما إذا كانت الشمس "تمر بفترة هادئة" لمدة 9 آلاف عام أم أنها أقل سطوعا من النجوم المماثلة الأخرى.
وقال الدكتور ألكسندر شابيرو، من معهد ماكس بلانك: "فوجئنا كثيرا بأن معظم النجوم الشبيهة بالشمس أكثر نشاطا بكثير من الشمس".
وقام العلماء بتضييق العينة الأولى من المرشحين من بيانات القياس التي سجلها كيبلر، واختاروا النظر إلى النجوم بفترات دوران تتراوح بين 20 إلى 30 يوما (تبلغ فترة دوران الشمس 24.5 يوما)، وحددوا 369 نجمة قابلة للمقارنة مع الشمس في اللون والكتلة والتكوين والعمر ودرجة الحرارة ومعدل الدوران، ثم قارنوا تغير سطوع تلك النجوم كما سجلها كيبلر مع تغير سطوع الشمس.
وأظهرت النتائج أن الشمس ضعيفة للغاية مقارنة بمعظم النجوم الأخرى، بنحو خمس مرات.
وأوضح الدكتور تيمو راينولد، المؤلف الأول للدراسة الجديدة: "من الممكن أن تكون الشمس تمر بمرحلة هادئة منذ آلاف السنين، وبالتالي لدينا صورة مشوهة لنجمنا".
ووفقا للباحثين، يمكن إعادة بناء مدى اختلاف النشاط الشمسي، وبالتالي عدد البقع الشمسية، باستخدام طرق النطاق.
وتمكن الباحثون من إلقاء نظرة في السجلات القديمة على نشاط نجمنا على مدى 9 آلاف عام، وقالوا إنه ظل منتظما إلى حد ما خلال تلك الفترة.
وأوضح الباحثون من معهد ماكس بلانك: "مقارنة بعمر الشمس بأكمله، فإن 9 آلاف سنة تشبه غمضة عين''. وهذا منطقي عندما تتذكر أن نجمنا يبلغ من العمر 4.6 مليار سنة تقريبا.
ونظرا لعدم وجود طريقة لمعرفة مدى نشاط الشمس في العصور البدائية، يمكن للعلماء اللجوء إلى النجوم فقط كمقارنة.
وقام باحثو ماكس بلانك، بالتعاون مع زملاء من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا وكلية أبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، بالتحقق مما إذا كانت الشمس تتصرف "بشكل طبيعي" مقارنة بالنجوم الأخرى.
ويشرح الدكتور سامي سولانكي، مدير المعهد والمؤلف المشارك للنشر: "إن السرعة التي يدور بها النجم حول محوره هي متغير حاسم".
ويقول سولانكي إن سرعة الدوران هذه تساهم في إنشاء مجالها المغناطيسي، وهو "القوة الدافعة المسؤولة عن جميع التقلبات في النشاط".
وأضاف: "تحدد حالة المجال المغناطيسي عدد المرات التي ترسل فيها الشمس إشعاعا نشطا وتلقي الجسيمات بسرعات عالية في الفضاء في الانفجارات العنيفة، وعدد البقع الشمسية المظلمة والمناطق الساطعة على سطحها، وبالتالي أيضا مدى سطوع الشمس".
ومن غير الواضح سبب كون الشمس أقل نشاطا، ويقول الباحثون إن شمسنا يمكن أن تختلف عن النجوم المماثلة بطرق لم يتم التعرف عليها أو يفسّرها العلم حتى الآن.
قد يهمك أيضا :
"كورونا" يلاحق أطقم "ناسا" ويجبرهم على إدارة مسبارات الفضاء من المنزل "