واشنطن ـ مصر اليوم
أعلن مجموعة من علماء الفلك، الثلاثاء الماضي، اكتشافهم لجسم من المحتمل أن يكون كوكبا يشبه في هيئته "زحل"، تم تحديد مكانه في مجرة "ويرلبول"، ويعتبر أول كوكب يتم اكتشافه خارج مجرة درب التبانة. يفتح هذا الاكتشاف نافذة جديدة لمزيد من البحث عن الكواكب التي تدور حول نجوم خارج نطاق شمسنا، فبالرغم من اكتشاف أكثر من 5000 كوكب خارج المجموعة الشمسية حتى الآن، إلا أن جميعها موجودة داخل مجرة درب التبانة، على بعد أقل من 3000 سنة ضوئية من كوكب الأرض، لكن هذا الاكتشاف سيغير هذه المعايير، هذا بحسب ما نشر في موقع "الجارديان".
تم اكتشاف هذا الكوكب خارج المجموعة الشمسية في مجرة تسمى مسير 51 الحلزونية، التي يطلق عليها أيضا مجرة ويرلبول، وذلك بسبب شكلها الفريد من نوعه، وهو يبعد عن كوكب الأرض مسافة تقدر بـ28 مليون سنة ضوئية.
تقول العالمة التي قادت الاكتشاف، الدكتورة روزان دي ستيفانو، العالمة بمركز الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد وسميثسونيان في كامبريدج بالولايات المتحدة لصحيفة الجارديان، "منذ القرن الـ18 وهناك اعتقاد في الأوساط الفلكية بأن المجرات هي عبارة عن جزر كونية مختلفة، كل مجرة تمثل كونا بأكمله يختلف عن الآخر، والآن نحن على وشك اكتشاف هذه الجزر وهذه العوالم الأخرى، فقد توسع نطاق بحثنا عن الكواكب إلى مسافات بعيدة عن الأرض بـ10 آلاف مرة من المسافة التي كنا نبحث عنها عن الكواكب في مجرتنا درب التبانة".
اكتشفت دي ستيفانو وزملاؤها هذا الكوكب باستخدام مرصد "شاندرا" للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا، حيث بحثوا عن انخفاض في سطوع الأشعة السينية الناجم عن مرور كوكب أمام ثنائي الأشعة السينية، وتحتوي هذه الأنظمة المضيئة عادةً على نجم نيوتروني أو ثقب أسود يسحب الغاز من نجم مصاحب يدور عن قرب، وفي هذه الحالة، كان نجم كتلته حوالي 20 ضعف كتلة الشمس، فتصبح المادة القريبة من النجم النيوتروني أو الثقب الأسود شديدة السخونة وتتوهج في الأشعة السينية.
استمرت الإشارة التي اكتشفها العلماء لمدة 3 ساعات، انخفض خلالها انبعاث الأشعة السينية إلى الصفر، وبناءً على هذه المعلومات، تقدر دي ستيفانو وزملاؤها أن الكوكب الخارجي سيكون بحجم كوكب زحل تقريبًا، وأنه يدور حول النجم النيوتروني أو الثقب الأسود على مسافة ضعف المسافة بين زحل والشمس، أي ما يعادل مدار أورانوس تقريبًا، وقد نُشر هذا الاكتشاف في مجلة الفلك الطبيعي.
على الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، إلا أنه مازال بحاجة إلى مزيد من البيانات للتأكد من أن ما تم رؤيته في الأشعة السينية هو بالفعل كوكب خارج المجموعة الشمسية وخارج مجرة درب التبانة، ويعتبر أكبر التحديات التي تواجه إكمال هذا البحث حاليا، هو أن هذا الجسم الكبير لن يعبر أمام ثنائي الأشعة السينية مرة أخرى لمدة 70 عامًا تقريبًا.
تقول العالمة المشاركة في هذا الاكتشاف نيا إيمارا، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا: "لسوء الحظ، لكي نتأكد من أننا نرى كوكبًا، فربما يتعين علينا الانتظار عقودًا لنراه وهو يعبر أمامنا مرة أخرى، فنحن لا نعلم متى سيمر أمامنا بالضبط".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :