واشنطن - ماريّا طبراني
كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، نموذجًا أوليًا لروبوته الذي يشبه بالبشر "أوبتيموس"، متوقعًا أن تكون الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية قادرة على إنتاج الملايين منه وطرحها في السوق خلال سنوات.
و ظهر أوبتيموس على خشبة المسرح في حدث في وادي السيليكون، حيث لوّح للجمهور ورفع ركبتيه.
وتوقع ماسك أن يباع الروبوت بأقل من 20 ألف دولار للروبوت الواحد، وهو ثمن أقل من ثلث ثمن نموذج سابق يسمى Y.
وقال ماسك، خلال فعاليات يوم الذكاء الاصطناعي في تسلا يوم الجمعة، إن العمل يجري لتطوير الروبوت متوقعا أن تكون الشركة جاهزة لتلقي طلبات الشراء في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، ووصف محاولة لتطوير المنتج على مدى عقد أو أكثر، في رؤية قدمها هي الأكثر تفصيلاً حتى الآن بشأن عمل قال إنه يمكن أن يدر إيرادات أكبر من إيرادات تسلا للسيارات الكهربائية.
ويقول مهندسو الشركة إن روبوتات تسلا التي ستباع في الأسواق الجماهيرية سيتم اختبارها من خلال أداء وظائف في مصانع السيارات.
وعرضت الشركة على الحاضرين مقطع فيديو لأوبتيموس وهو يؤدي مهاما بسيطة، مثل ري النباتات، حمل الصناديق، ورفع القضبان المعدنية في محطة إنتاج بمصنع الشركة في كاليفورنيا.
وسيميز تحرك تسلا لتصميم وبناء روبوتات الأسواق الجماهيرية الشركة عن الشركات المصنعة الأخرى التي اختبرت روبوتات شبيهة بالبشر.
وجاء الكشف المنتظر بفارغ الصبر عن نماذج أولية للروبوتات في مكتب تسلا بمدينة "بالو ألتو" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكان أيضًا جزءًا مما وصفه ماسك بأنها محاولة لجعل تسلا رائدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وليس مجرد شركة تصنع "سيارات رائعة" حسب تعبيره.
لكن الروبوت لا يمكنه المشي حتى الآن، ولذا كان لا بد من دحرجته على المنصة وقال ماسك إنه سيكون قادرًا على المشي في غضون أسابيع قليلة.
وقال "لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين أوبتيموس واختباره"، مضيفًا في وقت لاحق "أعتقد أن أوبتيموس سيكون أمرًا لا يُصدق في غضون خمس أو 10 سنوات، أمر يذهل العقل".
وتابع: "إنه حقًا تحول أساسي للحضارة كما نعرفها".
وقال رئيس شركة تسلا إن الروبوتات الموجودة حاليا "تفتقد إلى الدماغ" والقدرة على حل المشاكل بأنفسها، وعلى النقيض من ذلك فإن أوبتيموس سيكون "روبوتًا متمكنا للغاية" في هذا الصدد وتطمح تيسلا إلى إنتاج الملايين منه.
وقد طورت شركات صناعة السيارات الأخرى، بما في ذلك تويوتا موتور وهوندا موتور، نماذج أولية للروبوت البشري قادرة على القيام بأشياء معقدة مثل تسديد كرة السلة، كما أن روبوتات الإنتاج من شركة ABB السويسرية وغيرها هي الدعامة الأساسية لتصنيع السيارات.
لكن تسلا هي وحدها التي تدفع بالفرص نحو روبوت السوق الجماهيري، الذي يمكن استخدامه أيضًا في أعمال المصنع.
وسوف يستخدم الجيل القادم من روبوت تسلا مكونات مصممة من قبل الشركة ذاتها، بما في ذلك حزمة بطاريات بقدرة 2.3 كيلو وات في الساعة مثبتة في جذعه، ومنظومة رقاقات ومشغلات ميكانيكية لقيادة أطرافه. وقد تم تصميم الإنسان الآلي ليزن 73 كيلوغرام.
وقال ماسك إن انتشار الروبوتات على نطاق واسع يحمل إمكانية خلق "مستقبل الوفرة، مستقبل بلا فقر ". لكنه قال إنه يعتقد أنه من المهم أن يكون لمساهمي شركة تسلا دور في التدقيق في جهود الشركة.
وقال: "إذا جننت، يمكنكم أن تقيلوني. هذا أمر مهم".
"تدمير البشرية"
وأعرب مستثمرون ومحللون ماليون عن توجسهم من توجه تسلا إلى صناعة الروبوتات، ونصحوها بالتركيز، بدلاً من ذلك، على مشاريع أقرب إلى أعمالها الأساسية في السيارات الكهربائية.
لكن ماسك قال إنه يريد حل واحدة من أصعب مشاكل الذكاء الاصطناعي: كيفية صنع آلة يمكن أن تحل محل الإنسان.
وقال رجل الأعمال، الذي حذر ذات مرة من أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدًا للبشرية، إن تسلا ترغب في ضمان أن يكون الانتقال إلى مجتمع تؤدي فيه الروبوتات العمل ويحصد فيه الناس الفوائد أمرا آمنا.
وحذر قائلاً: "نريد دائمًا توخي الحذر وضمان أننا لا نسير في طريق ’ترمينتور’ "، في إشارة إلى فيلم خيال علمي تحاول فيه الروبوتات القضاء على البشرية. وأضاف أن تسلا تتبني إجراءات وقائية في الروبوت، بما في ذلك زر إيقاف لا يمكن العبث به.
ويهدف يوم الذكاء الاصطناعي في تسلا إلى تسويق وعرض أحدث المنتجات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ابتكار أول روبوت قادر على قراءة المشاعر البشرية