لندن ـ سامر شهاب
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا تناولت فيه الجانب الخفي في عالم الإنترنت الذي تنتشر فيها تجارة المخدرات والجنس والصور الفاضحة. وتقول الصحيفة أن هناك ركناً خفياً في شبكة الإنترنت يحقق في هدوء أرباحا بالملايين، وهو عبارة عن سوق للتجارة غير المشروعة أشبه بالموقع التجاري الشهير "إي باي"ebay ولكنه "إي باي" لا أخلاقي.وتقول الصحيفة "إن المعارك التي تدور في هذا العالم ليست معارك بالسلاح، وإنما هي معارك من أجل امتلاك ركن خفي على الأنترنت، والذي يمكن من خلاله وبضغطة زر الحصول على أفضل أنواع المخدرات بأسعار الشارع. وتشير الصحيفة إلى "أن موقع "سيلك رود" أي "طريق الحرير"، هو موقع تستطيع أن تشتري كل ما له علاقة بالانحلال من مخدرات وجنس، وهو كان تأسس عام 2011 على يد مؤسس خفي يطلق على نفسه اسم دريد بيرات روبرتس، وأهم ما يميزه أنه يمنح المشتري ضمانات السرية التي لا تكشف عن هويته عن طريق مسارات على "النت" لا يمكن لمحركات البحث مثل "غوغل" الوصول إليها. غير أن هذا الموقع كما تقول الصحيفة، يواجه الآن تحديات من منافس يتطلع إلى الحصول على نصيب من الأرباح الضخمة التي يدرها هذا الركن الخفي. ويتمثل هذا المنافس في مشروع خفي آخر يحمل اسم "أطلانتيس" بعد أن نجح في استنساخ مزايا وملامح "طريق الحريق" كافة، مع تغيير في بعض القواعد من خلال حملة ترويج عامة وحوافز مادية عبر "اليوتيوب" بهدف إغراء الموزعين للتحول إليه. وقد قام بتأسيسه بعض من النشطاء الليبراليين الذين هم على دراسة بالتجارة والتكنولوجيا وتجارة المخدرات. و اشارت تقرير الصحيفة الى "ان الإعلان على "اليوتوب" نجح في استقطاب أعداد يومية من المستخدمين والزبائن بمعدل 500 فرد يوميا". ومن بين وسائل الإغراء ، هو تسليم السلعة في اليوم التالي من دون رسوم خفية، كما أنه يتمتع بنظام ردود الأفعال على طريقة موقع "إي باي" الشهير. وترى الصحيفة " أنه إذا ما استمرت معدلات تسجيل الزبائن على هذا النحو، فإن "أطلانتس" سوف يفوق مشروع "طريق الحرير" بعد عام من الآن". و يقول المسؤول عن المشروع والذي يطلق على نفسه هيزينبرغ 2.0 "إنه عندما يكون زعماء العالم على استعداد للتخلي عن لعبة الحظر والمنع، فسوف نتخلى عن السرية والخفاء والعمل في العلن"، كما أعرب عن سعادتهم بسبب نجاحهم في التحايل على الأطر القانونية الحالية. ويقوم هذا المشروع على "النت" بتوفير خدمات التزوير والإباحية و السلع والخدمات المحظورة كافة، بما فيها ممارسة الجنس مع الأطفال والسموم وكل ما يمكن أن يلحق الضرر والأذى للآخرين. إلا أن السلعة الرئيسية هي المخدرات مثل الكوكايين بدرجة نقاء عالية تصل إلى نسبة 80 بالمئة حيث يبلغ سعر الغرام الواحد 65 دولار، ويتم شحنه من بلجيكا. يذكر أن سعر الغرام في بريطانيا الأقل جودة يبلغ 46 دولار. ويقول البعض أن ذلك من شأنه أن يحدث تحولاً زلزالياً في سوق تجارة المخدرات في بريطانيا، وأن الأمور سوف تزداد صعوبة على الشرطة حتى تتمكن من إحكام قبضتها على تلك الأنشطة. والواقع أن "أطلانتس" ما هو إلا مثال للتجارة الخفية عبر الإنترنت التي تحافظ على سرية الزبون والمشتري للبضائع والخدمات غير المشروعة، وما هو إلا بداية لانتشار ورواج لمثل هذا النوع الخفي من التجارة. ولم يفشل سوى مشروع واحد وهو "آرموري" الذي يبيع السلاح وذلك بسبب انخفاض مبيعاته. ويستخدم مشغلو هذه المواقع أساليب الأسماء المستعارة من خلال شبكة " تور" المعروفة باسم الشبكة الخفية، والتي سبق وأن صممها وأنشأها الجيش الأميركي، وهم يستغلون تلك الشبكة الآن في إخفاء هوية البائعين والمشترين. والأمر لا يحتاج سوى الضغط على بعض الأزرار ثم الحصول على ما يريده عن طريق البريد والشحن بأساليب مبتكرة ومقنعة. وعلى الرغم من طريقة عمل "طريق الحرير" تخضع لمحاولات الرقابة إلا أن طريقة عمل "أطلانتس" معقدة بعض الشيء من خلال برامج مشفرة ومحمية وتحصل على أموالها بطريقة أشبه بالكاش عبر النت. ولم يعرف أحد بعد هوية العاملين وراء أطلانتس أو حتى جنسياتهم. وتقول مصادر بالجهات الرقابية "إنهم على دراية بتلك المواقع، وأنهم نجحوا في استهداف عدد من البائعين على تلك المواقع، وخاصة في مجال بيع المخدرات لاسيما في الولايات المتحدة وهولندا وكولومبيا."