كوكب يسبح وحيدًا في الفضاء

اكتشف فريق دولي من علماء الفلك كوكبًا يسبح وحيدًا في الفضاء ولا يدور في مدار حول نجم، وأكدوا أن هذا هو أول كوكب يمكن العثور عليه خارج النظام الشمسي.ويصل حجم الكوكب البارد المظلم حوالي ست مرات كتلة كوكب المشتري - كوكب "الغاز العملاق" - وتشير التقديرات إلى أنه تشكل قبل 12 مليون سنة فقط، أي إنه ما زال في مراحله الاولية.وأطلق عليه العلماء الاسم الرمزي "بي اس او جي 318.5-22" واكتشفوا أنه يبعد حوالي 80 سنة ضوئية من الأرض، وذلك بعد تحليل البيانات من تلسكوب "بان ستارس 1"، الذي يقع فوق قمة الجبل البركاني هاليكالا في جزيرة ماوي في هاواي.وأعلن الباحث في معهد الفلك التابع لجامعة هاواي وقائد الفريق مايكل ليو: "لم نعثر قبل اليوم على جرم كهذا يسبح وحيداً في الفضاء، ويملك كل خصائص الكواكب الشابة التي تدور حول نجوم، وطالما تساءلت عن إمكان وجود أجرام مشابهة، والآن بتنا نعلم أن الجواب هو نعم".
ومنذ منتصف التسعينات تم اكتشاف المئات من "الكواكب الخارجية" ما وراء المجموعة الشمسية باستخدام التقنيات المتطورة، التي عادة ما تعمل على الكشف عن انتقال منخفض للضوء بينما يمر كوكب أمام الشمس.
وتم العثور على الكوكب وحيدًا بطريقة مختلفة خلال عملية بحث عن نجوم فاشلة معروفة باسم الأقزام البنية، وتعد كائنات خافتة للغاية نظرًا إلى درجات حرارتها الباردة وألوانها الحمراء.
وأكد الباحث في معهد ماكس بلانك الألماني وأحد العاملين على الدراسة نيال ديكون أن "الكواكب التي يتم العثور عليها عن طريق التصوير المباشر يكون من الصعب للغاية درسها؛ لأنها تكون بجانب نجوم اكبر منها، ولكن هذا الكوكب لا يدور حول نجم، لذلك من السهل علينا دراسته، كما ان هذا الكوكب يتيح للعلماء فرصة فريدة لمراقبة التغيرات الداخلية للكواكب الغازية العملاقة مثل المشتري أو زحل بعد تشكله".
وقامت تلسكوبات اخرى على قمة ماونا كيا في جزيرة هاواي بمتابعة الاكتشاف الأوّليّ مع مزيد من الملاحظات في جزء الأشعة تحت الحمراء من الطيف. وأكدوا ان هذا لم يكن قزمًا بنيًا، ولكنه كوكب شابّ.