التكنولوجيا الذكية

أكدت صحيفة "التليغراف" البريطانية أن الضجة وراء مستقبل إنترنت الأشياء تجد ما يبررها، فوفقا للوزارة البريطانية للأعمال والابتكار والمهارات، فإن السوق العالمية لخدمات تكنولوجيا المدينة الذكية ستقدر بأكثر من 250 مليار جنيه إسترليني بحلول نهاية العقد الجاري.

ومع ذلك، فإن المنتجات التي تأتي وسط ضجة تعني أن هناك دائما الكثير من المساحة لخيبة الأمل، حيث كان إطلاق "غوغل غلاس" مثيرًا للسخرية، ما جعل الأذكياء لدى "غوغل" يعترفون أن إطلاق المنتج غير المكتمل كان خطأً.

ويطرح مثال آخر عن اليأس المتصاعد يتمثل في تكنولوجيا "ثلاجة الإنترنت" التي كان من المفترض أن تتحول إلى بقالة وأحدثت خيبة أمل جاءت من المبيعات المخيبة للآمال لـ"أبل ووتش"، حيث كان هناك الكثير من المحاولات لطرح نسخة جديدة لجذب انتباه المستهلك.

ويبدو أن مستقبل انترنت الأشياء المبهر يتراجع قليلا إلى الوراء، ولكن هناك منطقة واحدة حيث نجد ما يبرر ذلك، وهذا في مجال الرعاية الصحي، حيث سيتمكن انترنت الأشياء من التأثير، وحتى الهيمنة على طريقة  تواجد الإنسانية، وعند اتخاذ البنكرياس الاصطناعي، على سبيل المثال، فإن أجهزة الاستشعار الذكية داخل الجسم ستكون قادرة على مراقبة مستوى السكر في الدم ويتم ربطهما لمضخة الأنسولين الداخلية، وخلق البنكرياس الاصطناعي.

ويمكن لتطبيقات مماثلة تعمل مع الدم، والغدد الصماء وغيرها من النظم في الجسم، ومن المرجح أن يكون الخطوة الأولى في وجود تقنيات داخل أجسامنا، حيث أنها لن تحتاج حتى إلى أن تزرع جراحيا، ويمكن ابتلاعها عن طريق الفم، وذلك لأن هذه الأجهزة لا تحتاج البطاريات، وبدلا من ذلك فأنها ستعمل من تبادل الحرارة أو الحركة ولا يزال الاتصال لاسلكيا.

وتعد المراقبة عن بعد جانبا آخر مثير للاهتمام، فيما يخص النوبات القلبية، والتي تعد القاتل رقم واحد في العالم الغربي، والآن هناك الكثير من العمل يدور حول كيفية اكتشاف النوبة القلبية من أجهزة استشعار بسيطة، وتعلق على الأجهزة القابلة للارتداء، وهذه قفزة عملاقة من تكنولوجيا جهاز تنظيم ضربات القلب.

وسيكون للتكنولوجيا داخل المستشفيات وليس الأجساد تأثير ضخم مفيد، حيث أن انترنت الأشياء يعني أنه سيتم مراقبة المرضى الذين يعانون بقدر أكبر من الدقة والموثوقية، ويمكن لأجهزة الاستشعار نقل البيانات عن دمائهم والقلب ودرجة الحرارة، وربط ذلك لمنع حدوث مشاكل.

وتعمل تقنية تتبع الموقع أيضا على تحسين الموارد الصحية من خلال ضمان الاستخدام الأفضل للخبرة، من خلال نشره داخل المباني، وسيتم استخدامها على نطاق واسع في المستشفيات، ورسم خرائط أقرب للطبيب الأكثر ملاءمة لحالة الطوارئ، وهذا من شانه التأكد من أن الحالات ذات الأولوية قصوى تحصل على الطبيب المناسب ليفحصها.

وتوقع الدكتور جون بيتس رئيس حلول الصناعة في شركة "ايه جي" الطرق المتعددة لإنترنت الأشياء في تحسين الصحة، وذكر أنها "ستساعد المجسات على منع انتشار الأمراض، وعلى سبيل المثال، تنتقل الممرضة من منطقة تتعامل بها مع مرضى الأمراض المعدية، وسيتم رصدها أو عندما تدخل غرفة أخرى، وفي غضون عشر ثوان إذا لم تقم بتغيير القفازات المطاطية أو تعقيم يديها بمادة معقمة سيكون هناك تنبيه صوتي.

وأضاف بيتس "يمكنني أيضا أن أتوقع أن انترنت الأشياء سيكون له دور في مناطق الحروب والأزمات، حيث يتم نقل الروبوتات الجراحية الخفيفة في طائرات وتعمل على الضحايا بعد الربط مع تكنولوجيا الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أن الجراحة ستكون بدائية، ولكن من شأنها أن تساعد على إنقاذ الأرواح".