المسبار نيو هورايزون

التقطت سفينة فضاء تابعة لوكالة "ناسا" الصور الممكنة الأخيرة من الجانب الغامض لكوكب بلوتو قبل أن تختفي بعيدًا في الظلام لعقود من الزمن.

واقترب المسبار "نيو هورايزون" نحو الكوكب القزم وسيمر بقربه بـ 12.500 كم فوق سطح الكوكب في 14 تموز / يوليو الجاري، ملتقطًا الكثير من الصور عن قرب على الطريقة التي يأمل العلماء أن تساعد على إلقاء بعض الضوء على هذا الكوكب البعيد، وابتعد الخميس، ثلاثة مليارات ميل بعيدًا عن الأرض، وأرسل أفضل الصور لكوكب بلوتو حتى الآن.

وأوضح الباحث الرئيسي في معهد "نيو هورايزن" في بولدر في ولاية كولورادو، آلان ستيرن أن الصور ستكون أفضل لقطة لأي شخص سيراها من الجانب البعيد لبلوتو لعقود مقبلة.

وتظهر الصور سلسلة من أربع بقع سوداء استحوذت على اهتمام مجتمع التنجيم لأنها رصدت لأول مرة، وبدت فيها البقع متساوية الحجم.
وأفاد عالم الأفق كيرت نيبير، أنها غريبة حيث أنهم متباعدون حتى بانتظام، وستسمح الصور الجديدة بنظرة فاحصة على البقع السوداء الأربعة، وكلها تقريبًا تماثل مساحة ولاية ميسوري الأميركية.

وذكرت "ناسا" أن المسبار سيبلغ أقرب نقطة من بلوتو الاثنين عند تمام الساعة 11:49 بتوقيت "غرينتش"، حيث سيكون على بعد 12.5 ألف كيلومتر فقط من سطح الكوكب، وخلال هذه اللحظات سيركز "نيو هورايزونز" على التقاط الصور وأخذ القياسات التي ستسلط الضوء على تكوين بلوتو وغلافه الجوي الهش.

وينتظر العلماء على أحر من الجمر أنباء تبشرهم بأن المسبار نجا من تحليقه مرورًا ببلوتو، حيث تشكل جزيئات الغبار التي تحيط بالكوكب أحد أكبر المخاطر المحتملة للمهمة، ورغم أن علماء الفلك لم يروا حلقات غبار كبيرة حول بلوتو فإن جزيئات الغبار من سطح الكوكب أو أقماره قد تكون محتجزة في مداره.

وقطع المسبار خلال رحلته التي بدأت قبل تسعة أعوام، وتحديدا في كانون الثاني / يناير 2006 أكثر من 4.8 مليار كيلومتر، وهو لا يحمل كمًا كافيًا من قوة الدفع التي تمكنه من إبطاء سرعته لاتخاذ مسار له حول بلوتو، لكنه سيصبح مع ذلك أول مسبار يزور ذلك الكوكب "القزم" المتجمد الغامض على حافة المجموعة الشمسية.