واشنطن ـ رولا عيسى
ابتكر طلاب من كلية الهندسة في جامعة ميتشغن "روبوتًا" من أجل مساعدة الباحثين الذين يجرون اختبارات للمركبات بدون سائق في "إم سيتي" حيث المكان الذي يمتد لمساحة 32 فدانًا، وتم افتتاحه باعتباره منطقة آمنة لخلق الحالات التي تواجه سائقي السيارات كل يوم.
وجاءت "إم سيتي" محاكاة لوسط المدينة حيث المقاهي والمكتبات، كما يسهل نقل المباني لإنشاء عراقيل مختلفة خلال الاختبارات في حين تم التبرع بلافتات الطرق الفعلية المستخدمة في جنوب شرق ولاية ميتشغن من أجل الاستعانة بها في الاختبارات.
وتتيح البيئة الخاصة بالمدينة التي تشبه مدينة الأشباح للباحثين إثبات أن المركبات ذاتية القيادة يمكنها تقديم أداء قوي حتى في الأماكن الحضرية المكتظة بالسكان، بحسب ما أفاد رئيس معهد أبحاث النقل في الجامعة بيتر سويتمان.
وأضاف سويتمان خلال مقابلة أجراها مع صحيفة "الغارديان" بأن "إم سيتي" تم تصميمها خصيصًا من أجل خروج السيارات بدون سائق سريعًا ليتم استخدامها في الطرق العامة بعد إجراء الاختبارات اللازمة لها.
من جانبه أوضح عالم الأبحاث في المعهد جيم ساير، أن مدينة "إم سيتي" تضم 11 تقاطعًا بإشارات ضوئية، وخط سكة حديد ونفق، فضلًا عن طريق سريع قصير يحتوي على منحدرات، وتتميز الممرات الرئيسية بصنابير لمكافحة الحرائق وكذلك لافتات تشير إلى مواقف للسيارات والسرعات المحددة.
وأفاد مسؤولون بأن المشروع تكلّف إنشاؤه عشرة ملايين دولار من أجل خلق بيئة حقيقية يتم خلالها اختبار التقنيات التي تأتي بها المركبات ذاتية القيادة، وأنه تم تطوير المدينة من قبل الجامعة بالتعاون مع وزارة النقل في ولاية ميتغن، والتي ساهمت بنحو ثلاثة ملايين دولار من استثمارات المشروع.
وانضم إلى المشروع أكثر من عشر شركات من بينهم "فورد، جنرال موتورز و فيريزون" لتشكيل قيادة موحدة وساهمت بنحو مليون دولار على مدار ثلاثة أعوام.
وعلى جانب آخر ساهم تحالف إضافي يضم 30 من الرعاة بمبلغ 150 ألف دولار على مدار ثلاثة أعوام، وأي من الرعاة ممن ساهموا في استثمارات المشروع يمكنهم استخدام الموقع بحد أدنى من الساعات يصل إلى أربع ساعات في المرة الواحدة.
وتكون الشركات قادرة على إعادة صياغة سيناريوهات مرات عدة حسب الحاجة، فعلى سبيل المثال إذا كانت الفرق تريد أن يكون هناك وثبة لكلب أمام السيارة، يمكن إنشاء حيوان "الميكاترونيك" من أجل البحث، وربما حيوانات "سيباستيان" الأليفة.
وتعتقد شركات صناعة السيارات أن القيادة الذاتية هي الطريق نحو المستقبل وأن الاختبارات قد تؤتي بثمارها في غضون خمسة أعوام.
وأوضحت دراسة صادرة عن مجموعة "بوسطن" للاستشارات، أن المركبات ذاتية القيادة ستقتحم الطرق بعدد هائل بحلول عام 2017، بينما بحلول عام 2035 فإن هناك ما يزيد عن 12 مليون مركبة تقاد ذاتيًا بالكامل سيتم طرحها للبيع.
وأشار مسؤولون إلى أن هذه التكنولوجيا بإمكانها تحسين سلامة المركبات والحد من الحوادث المميتة بنسبة 80%، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها الإدارة الوطنية للسلامة المرورية في الطرق السريعة.
وأضافوا أن نحو ما يزيد عن 30 ألف شخص قتلوا في حوادث السيارات عام 2013، وأن الهدف في مشروع "إم سيتي" ليس فقط الحفاظ على المركبات الآلية، بحيث من المتوقع طرح 20 ألف إلى 30 ألف سيارة مما يطلق عليها "السيارات المتصلة"، والتي يمكنها التواصل مع بعضها البعض.