رام الله ـ ناصر الأسعد
يعتقد مونتي موفورد أنه لأمر صعب أن تبدأ مشروعًا تشغيليًا، خصوصًا في فلسطين، حيث يستحيل استيراد الأجهزة منها، فضلا عن صعوبة إيجاد تمويل لذلك، إلا أن ابتكار "بولد نوت" يحاول تغيير الطريقة التي نشحن بها أجهزتنا المحمولة.
ويضيف "أتحدث أحيانا مع ابني البالغ من العمر 12 عامًا، عن الأيام القديمة السيئة عندما كان النطاق الترددي للانترنت منخفض مثل توقعات قبل المراهقة بشأن الأبوة، فمنذ 15 عامًا كنت أنتظر الاتصال بالانترنت عن طريق خط الهاتف الأرضي "dial-up connections"، في حين أن الشباب اليوم يخرجون ويستخدمون "4G" و"WiFi" في لعب مختلف الألعاب ببراعة على أجهزة "التابلت".
ويوضح "بالنسبة للأطفال فما يهمهم هو كلمة المرور الخاصة بالواى فاى أينما كانوا، ويمكنهم الحصول على المعلومات الخاصة بمختلف الألعاب من خلال الرسائل مع أصدقائهم عبر الانترنت، وكل ما يقلقهم هو هل يستمر شحن الجهاز معهم أم لا، وعندما يكبرون في العمر سيقل اهتمامهم بمدى شحن الجهاز من عدمه تماما مثل انخفاض نطاق تردد النت في جيلنا، والذي كنا مضطرين إلى تحمله، ولم يصبح الانترنت من الأشياء التي غيرت طبيعتنا فقط، ولكن سيتم اختراع بعض أشكال التكنولوجيا للتخلص من الطريقة التقليدية في الشحن، ولكن لن يتحقق هذا الأمر بين عشية وضحاها فهو يحتاج المزيد من الخطوات والتجارب، وفي المستقبل لن تصبح حقائب اللابتوب مكتظة بالأدوات المطلوبة لإعادة شحن الجهاز.
وبدأت إحدى هذه التجارب في منطقة غير متوقعة، في البلد التي منحت صفة مراقب لغير الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2012، وهي دولة فلسطين، التي تقدم قطعة ذكية من التكنولوجيا تدعى "Bold Knot"، حيث حصل المشروع على تمويل 70.000 دولار في حين كان المطلوب في الأصل 15.000 دولار، ويصف الذين يقفون وراء مشروع "Bold Knot" هذا المنتج باعتباره "أسرع شاحن أي فون في العالم في سلسلة مفاتيح"، وهو عبارة عن بطارية "USB" متنقلة يمكن تعليقها في حلقة المفاتيح.
والأهم من ذلك أن البطارية تبدو بمظهر جيد أيضا، وكابل "USB" مصنوع من الأسلاك القوية المظللة التي تجعل الكابل أكثر مرونة، ولذلك فإن شاحن "Bold Knot" يستمر لفترة أطول من أي شاحن أخر بسبب جودة حماية البطارية والكابل من خلال تغليفها جيدا، ويتم هذا من خلال منع نقل البيانات بين الشاحن والجهاز أثناء توصيله بالهاتف أو التابلت، حيث أن هذا التوصيل يستهلك حوالي 50% من الطاقة، وأحيانا أفضل الأفكار هي أبسطها.
ويعد توزيع منتج مثل هذا في السوق أمرًا ليس سهلا على شركة فلسطينية، حيث أن المنظم "الإسرائيلي" الذي يتحكم في النطاق الفلسطيني يجب عليه أن يوقع على أي منتج يتم استيراده إلى فلسطين، وهي عملية بطيئة جدا تؤدى إلى عدم استيراد المنتجات، ولذلك تواجه المنتجات الفلسطينية تحديا كبيرا لا يمكن تخيله.
واستطاع شاحن "Bold Knot" أن يتخطى ذلك من خلال الوصول إلى بلد صديقة للتكنولوجيا هي إستونيا، حيث تدعم الدولة الأجهزة التكنولوجية الناشئة من كافة أنحاء العالم، كما تمنح الدولة إقامة رقمية "e-residence" للقادمين من بلاد أخرى، بهدف جذب ما يصل إلى 10 مليون مواطن رقمي بحلول عام 2025.
وأكدت لما منصور مبتكرة مشروع "Bold Knot"، "سعينا للحصول على تمويل دولي وتمت الموافقة عليه من إستونيا، وتلقينا 10.000 يورو مقابل أسهم في الشركة، ولم نكن لنتمكن من إطلاق المشروع في أي مكان قبل مغادرة فلسطين".
ويبدو أن فلسطين وإستونيا من رفقاء التكنولوجيا الغريبة، وكلاهما بلاد شابة تحاول عمل بصمة مع جيرانهم من "إسرائيل" وروسيا، والذين لا يحصلون على الدعم في بلادهم، وفي حين أن السياسة قد تفرض الهجرة من فلسطين إلى إستونيا، إلا أن روح المبادرة تعني ضرورة التغلب على العقبات، ويتمتع مصنعو "Bold Knot" بالجرأة فضلا عن كونهم مبتكرين، أضف لذلك أنهم يقدمون منتجا جيدا جدا قد ينحي الشاحن جانبا ويحل محله.