أجنحة طائرات قادرة على إصلاح نفسها

أنتج فريق من العلماء البريطانيين أجنحة طائرات قادرة على إصلاح نفسها بنفسها بعد التلف، ما يشير إلى أنَّ هذا النوع من التكنولوجيا سيصبح شائعًا في جميع أنحاء العالم قريبًا.

ووِصِفت بحوث هذا الفريق، المقرر عرضها في اجتماع الجمعية الملكية في لندن هذا الأسبوع، بأنَّها خطوة مهمة في مجال ناشئ، يمكن أن ينتج طلاء الأظافر وشاشات الهواتف المحمول والكثير من التطبيقات الأخرى القادرة على إصلاح نفسها ذاتيا.

وطور الفريق من جامعة "بريستول" في انجلترا هذه التكنولوجيا على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأكد الباحث الرئيسي في هذه الدراسة الأستاذ دنكان واس، أنَّه يتوقع أن تصل المنتجات القادرة على إصلاح نفسها إلى المستهلكين في "المستقبل القريب جدا".

ويتخصص فريق الأستاذ واس في تعديل وتطوير المواد المُركبة من ألياف الكربون الصناعية، التي تعد موادًا قوية لكنها في نفس الوقت خفيفة الوزن، وتستخدم بشكل متزايد على نطاق واسع في صناعة كل شيء، من أجنحة الطائرات التجارية، إلى المضارب الرياضية والدراجات الهوائية عالية الأداء.

وعمل الأستاذ واس وفريقه، مع مهندسي الفضاء في الجامعة، على تطوير وسيلة يمكن بها منع الشقوق الصغيرة التي تظهر مع الوقت في أجنحة وجسم الطائرة، وتوصل الفريق إلى حل بارع بإضافة مادة صغيرة مجهرية للمادة الكربونية المصنوعة منها الأجنحة، تبدو وكأنها في شكل مسحوق، لها مفعول السحر في تكوين ما يشبه بسائل يعمل كعامل مساعد على التئام الشقوق في الأجنحة وجسم الطائرة.

وتتسرب هذه المادة داخل الشقوق مع الحافز الذي يساعد على عمل تفاعل كيميائي سريع، يؤدي إلى صلابة المادة بين الشقوق والتئامها السريع. وأضاف البروفيسور واس: استلهمنا الفكرة من جسم الإنسان، فعندما تصيبنا الجروح ننزف، ثم يشفى الجرح تلقائيا، كل ما فعلناه أننا حولنا نفس هذا النوع من الوظيفة إلى مواد اصطناعية قادرة على أن تعالج نفسها.

ويمكن للتكنولوجيا الجديدة أيضا جعل إجراءات الفحوصات على سلامة الطيران أرخص في التكلفة، حيث يمكن إضافة صبغات ملونة إلى هذا المسحوق بحيث يبدو واضحا للعين المجردة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للمهندسين بتحديد المناطق المتضررة بسرعة، والتأكد من عدم فوات أي شيء وهم يفحصون الطائرة.