واشنطن ـ رولا عيسى
تعكف وكالة الفضاء الأميركية، "ناسا" على تطوير طائرات من دون طيار قادرة على التحليق فوق أنابيب الحمم البركانية وبقايا البراكين الخامدة على سطح القمر.
ويسعى المهندسون إلى تصميم طائرة مستقلة تتمكن من التحليق فوق سطح القمر، لمساعدة العلماء في معرفة إمكانية وجود المياه والمعادن، التي يمكن استخدامها من قبل مجموعة من رواد الفضاء خلال الوفود التي قد ترسلها "ناسا".
وفضلاً عن الاستعانة بالهواء لتظل محلقة، تحتاج الطائرات التي تصممها "ناسا" إلى تطوير طرق أخرى للبقاء محلقة، دون الحاجة إلى اللجوء إلى الدوارات المستخدمة من قبل الكثير من المروحيات الآلية على الأرض.
ويأمل العلماء في تصميم طائرات مستقلة، تعتمد على استخدام الأكسجين أو بخار الماء لزيادة قدرتها على التحليق وتنفيذ المناورات. وأعربت "ناسا" عن أملها في استخدام طائرات من دون طيار مشابهة، للبحث عن الموارد على سطح المريخ، وحتى من أجل إرسال البعثات إلى الكويكبات.
وتساعد الطائرات دون طيار العلماء على استكشاف مجالات أوسع بكثير، فضلا عن مواقع يتعذر الوصول إليها حالياً عن طريق المركبات "الروبوتية" التي تتدحرج على الأرض.
وبيّن قائد الفريق البحثي، في مركز كنيدي للفضاء التابع لـ"ناسا" في ولاية فلوريدا، روبرت مولر "يمكن إنشاء مأوى داخل أنبوب الحمم لرواد الفضاء الذي سيحميهم من الإشعاع ودرجات الحرارة والطقس و الجسيمات النيزكية الدقيقة".
ويسعى العلماء إلى تطوير الطائرات دون طيار لتنفيذ مناورات في البيئات ذات الجاذبية المنخفضة، التي يقل أو ينعدم فيها الهواء.
ويشار إلى أن الغلاف الجوي على سطح المريخ، يعد أكثر رقة في سمكه 100 مرة من غلاف الأرض، ولذلك فإن الطائرات دون طيار ستُصمم على هيئة مروحية رباعية، تمتلك دوارات كبيرة للبقاء محلقة.
وسيتطلب التحليق من الأرض طائرة دون طيار، قادرة على التنقل بشكل مستقل، وذلك لأن التأخير في الاتصالات سيستغرق مدة زمنية طويلة، حتى يمكنها أن تحلق بعيداً.
ويعتمد المهندسون على تطوير طائرة تستطيع توجيه نفسها وتتمكن من التعرف على التضاريس والمعالم، على سطح القمر والمريخ والكويكبات، دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع "جي بي إس".
كما تأمل استخدام طائرات دون طيار لاستكشاف العديد من الأماكن، لأخذ عينات قبل العودة بالأدوات اللازمة لجمع التربة والمياه الجليدية.
وأضافت الوكالة أن الطائرات الجديدة ستستخدم قاعدة هبوط "روبوتية" أكبر، حتى يمكنها العودة إلى شحن البطاريات والتزود بالوقود بين الرحلات، وأضاف مولر "تعتبر هذه الطائرات دون طيار روبوت تنقيب".
وأوضح "تكمن الخطوة الأولى في قدرتها على استخدام الموارد على سطح المريخ أو الكويكب لمعرفة مكان وجود الموارد، التي تقع على الأرجح في المناطق التي يصعب الوصول إليها، والتي توجد في ظلام دائم".
وأبرز "تنحدر بعض جدران حفر الحمم البركانية بزاوية 30 درجة مئوية أو أكثر، والتي تعتبر شديدة الانحدار بالنسبة لسيارة (لاند روفر) لتتمكن من التنقل والصعود".
وبيّنت "ناسا" أن البعثات في المستقبل إلى القمر أو المريخ، يمكن أن تحمل طائرات دون طيار صغيرة يمكنها استكشاف المنطقة المحيطة، وبدأ المهندسون بالفعل في اختبار اثنين من التصاميم، مع طائرات دون طيار قادرة على حمل أداة واحدة إلى منطقة افتراضية لجمع نحو سبعة غرامات من المواد.