القاهرة – مصر اليوم
مما لا شك فيه أن مهمة المسبار "روزيتا" إلى المذنب 67P قد لاقت نجاحا هائلا، ولكن المهمة تعطلت فجأة لسبب غير متوقع، وهو هبوط المركبة "فيلة" منه في منطقة ظليلة بعيدا عن أشعة الشمس.
ويعتقد العلماء أن "فيلة" بعد هبوطها من المسبار "روزيتا" قد ارتدت عن سطح المذنب عند أول ملامسة بينهما، ونتج عن ذلك هبوط بطيء على السطح الجليدي للمذنب، مما أدى إلى تعلقها تحت ظل جرف عال، حجبها عن أشعة الشمس.
وبعد استنفاد طاقة بطاريتها، بمرور بضعة أيام على الهبوط، وُضعت المركبة في حالة "سبات" حتى يحين موعد تعرضها لأشعة الشمس من جديد، وتُشحن ألواحها الشمسية، فتصبح بعدها قادرة على العودة للحياة ومواصلة جمع البيانات عن سطح المذنب.
والآن يبذل العلماء الجهود لإعادة المركبة مرة أخرى إلى الحياة، مع تزايد ضوء الشمس المتساقط على أنظمة المركبة النائمة حاليا.
ومن المفارقات، أن المركبة لو سقطت في موقع يجعلها عرضة لأشعة الشمس المباشرة طوال الوقت، لكان من الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تدمير أنظمة التبريد فيها وانهاء مهمتها سريعا، إلا أن الموقع المحمي تحت الجرف على سطح المذنب وفّر حياة أطول للمركبة مع اقتراب المذنب من الشمس تدريجيا.
وقد صممت "فيلة" للعمل بعد حصولها على 6.5 ساعة من ضوء الشمس، وحاليا تتلقى المركبة حوالي 1.4 ساعة من ضوء الشمس في اليوم الواحد، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى لما تحتاجه المركبة للعودة للحياة، ولكن شدة أشعة الشمس تتزايد كل يوم.
وتعتمد الخطة الحالية لوكالة الفضاء الأوروبية على محاولة الاستفادة من اقتراب المسبار "روزيتا" تدريجيا من المذنب، فروزيتا ستكون على بُعد 6 كلم فقط من سطح المذنب 67P في 14 فبراير/شباط ، وسيحاول المسبار وقتها التقاط صور قريبة لسطح المذنب قد تكشف عن طبيعة تكوينات السطح.
ويعتقد العلماء إنه إذا ما كانت "فيلة" قد نجت من شهور درجات الحرارة تحت الصفر، فستكون أول فرصة للاستيقاظ في مارس/آذار المقبل، وبحلول شهر مايو/آيار أو يونيو/حزيران، قد تكون المركبة قادرة على العمل مرة أخرى، وبحلول شهر أغسطس/آب، يمكن أن تحصل المركبة على الطاقة بشكل كامل وتكون قادرة على أداء مهمتها العلمية.
وفي حالة إحياء "فيلة" مرة أخرى، فسيكون هذا نجاحا باهرا لوكالة الفضاء الأوروبية في أعقاب مهمة بالفعل كانت تاريخية.