لندن ـ وكالات
أطلقت مجموعة من خبراء الإنترنت مؤخرا تحذير بأن قراصنة الإنترنت (هاكرز) أصبحت لديهم القدرة على الاستيلاء والسيطرة على الأقمار الصناعية ، حيث قالت إن هذا النوع من القرصنة يمثل جيل جديد من التهديدات التقنية في مجال الاتصالات. وكان التحذير بشأن قراصنة الأقمار الصناعية والآثار المترتبة على ذلك قد يبدو للبعض أنه جزء من فيلم للخيال العلمي ، غير أن المتخصصين في هذا المجال يؤكدون أن النجاح المحتمل لهؤلاء القراصنة في السيطرة على عدد من الأقمار الصناعية الرئيسية قد يخلف آثار مدمرة تعود بالعالم لعقد الستينيات من القرن الماضي. وأضافت إن الاعتماد اللا متناهي للأفراد على تكنولوجيا الفضاء سيتأثر بشدة إذا ما تعرضت وسائل تطبيق هذه التكنولوجيا للتوقف أو التلف ، وهي المسألة التي دفعت العديد من الخبراء في هذا المجال لعقد مؤتمر في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن ، ومناقشة ملف قراصنة الأقمار الصناعية بشكل مفتوح. ونقلت صحيفة "الاندبندنت" عن خبير الفضاء والإنترنت السابق بوزارة الدفاع البريطانية مارك روبرتس قوله "إن الوضع الحالي يجعلنا أكثر عرضة لمثل هذه الهجمات من أي وقت مضى"، مؤكدا أن قضاء يوم دون تكنولوجيا الفضاء قد يعيد البشرية عقودا للوراء. وأوضحت أن جيش من الأقمار الصناعية ، على بعد أميال من الغلاف الجوي للكرة الأرضية، يقوم يوميا بتزويد كافة بقاع الأرض بسيل حيوي من المعلومات والخدمات بدءا من التواصل عبر الهواتف المحمولة، مرورا بتحديد قنوات الشحن البحري وبث القنوات التليفزيونية، واستخدام أجهزة الملاحة والرصد، وصولا إلى تشغيل العديد من أنظمة الدفاع الحيوية. وبالإضافة للقرصنة ، تتعرض الأقمار الصناعية لخطر الإصطدام بأكثر من 16 ألف صخرة تدور بسرعات مختلفة تصل إلى عشرات الآلاف من الكيلومترات في الساعة في نفس النطاق الذي يتواجد به نحو 6500 قمر صناعي ، وبالتالي فإن اصطدام تلك الصخور بأي قمر صناعي من شأنه أن يدمره بشكل كامل. وأفادت الصحيفة بأن الجيش البريطاني بدأ منذ فترة طويلة إعداد أسلحته المختلفة للعمل دون أجهزة نظام الخرائط العالمي (جي بي إس) تحسبا لمثل هذه الظروف، غير أن التحذيرات الأخيرة بشأن تعرض الأقمار الصناعية للقرصنة دفع خدمات الطوارئ بالجيش للبدء فعليا في ممارسة مهامها في مثل هذه الظروف التي قد يفرضها انقطاع خدمات الأقمار الصناعية لأي سبب كان.