طوكيو ـ أ ف ب
كان الخاتم المزود بمبسم سيجارة أول أختراع للأشقاء كاشيو الأربعة، وهو سرعان ما كلل بالنجاح وسمح لشركتهم "كاسيو" بالازدهار على الصعيد العالمي لتتخطى مبيعاتها المليار من الآلات الحاسبة. وصرح يوكيو كاشيو المسؤول الثاني في شركة "كاسيو" التي يديرها شقيقه البكر كازوو لوكالة فرانس برس "في بداية الخمسينيات، كانت الآلات الحاسبة توصل بمحركات كهربائية، وهي كانت تصنع خصوصا في الولايات المتحدة". وتابع رجل الأعمال البالغ من العمر 83 عاما "قام توشيو أحد أشقائي بتصميم أول آلة حاسبة تعمل بمقو كهربائي .. واعتبارا من العام 1957، رحنا نبيع هذه الآلات للشركات، لا سيما تلك العاملة في المجال المالي. وهي لقيت نجاحا جد كبير بحيث تعذر علينا تلبية الطلبات جميعها". وأوضح أن "شركة كاسيو أرادت منذ البداية التميز بتكنولوجياتها الفريدة من نوعها". وبات هذا المجال محط منافسة شديدة. وبعد ثماني سنوات قدمت شركة "شارب" اليابانية أيضا أول آلة حاسبة تعمل بالترانزستور. فاحتدمت المنافسة على تسويق أجهزة متزايدة الصغر ومحسنة الأداء. وقدمت "كاسيو" في العام 1965 أول نموذج لها يعمل بالترانزستور ويكون مزودا بذاكرة، قبل أن تعرض في العام عينه وظيفة البرمجة، وتنتقل في نهاية المطاف من الآلات الحاسبة الكبيرة إلى أجهزة الحساب الصغيرة. ففي العام 1972، سوقت "كاسيو" أول آلة حساب للجيب "كاسيو ميني" تتضمن رقيقة تتركز فيها الوظائف جميعها، باتت من أشهر الاختراعات بالنسبة إلى اليابانيين، وهي اليوم مدرجة في التراث الوطني للتكنولوجيات. وقامت "شارب" بدورها بتسويق أول أجهزة حساب مزودة بشاشات العرض البلوري السائل (ال سي دي) التي حلت محل اللوحات المضيئة التي كانت تستهلك طاقة كبيرة. فردت "كاسيو" باختراع "بطاقة حاسبة" هي بسماكة الورقة. وقال يوكيو كاشيو وهو يخرج هذه البطاقة من جيبه "لم نعد ننتج منها اليوم، لكنني لا أزال أستخدمها ... والمغني الفرنسي إيف مونتان كان يعتبرها رائعة". واجتازت المجموعة اليابانية شوطا جديدا في العام 1985 مع ابتكار أول آلة حاسبة علمية في وسعها رسم المنحنيات والتي باتت جد مستخدمة في أوساط تلاميذ المدارس. وبعد ثلاثة عقود، لا يزال هذا القطاع تحت هيمنة الأميركيتين "تكساس إنسترومنتس" و"هيولت باكرد" واليابانية "كاسيو". وبالرغم من التوقعات جميعها، لا يزال وضع سوق الآلات الحاسبة جيدا مع مبيعات تشمل سنويا 50 مليون وحدة في أنحاء العالم أجمع لم تتأثر كثيرا بازدهار الهواتف الذكية المتعددة الوسائط. ولعل أكبر دليل على متانة وضع هذه السوق هو الأكشاك الواسعة المخصصة للآلات الحاسبة في متاجر الأجهزة الإلكترونية اليابانية. ولفت يوكيو كاشيو التي تعد شركته من الشركات المساهمة في انعاش وضع اليابان بعد الحرب على الأصعدة التقنية والصناعية والاقتصادية، إلى جانب "سوني" و"ماتسوشيتا" (باناسونيك) و"شارب" و"هيتاشي" و"توشيبا" إلى أن "الكثير من الأشخاص لا يزالون متعلقين بالآلات الحاسبة وهم يكبسون أزرارها بسرعة فائقة من دون النظر إليها حتى". وعلى الرغم من سلسلة المنتجات المتنوعة التي أنتجتها "كاسيو" في خلال 60 عاما، من ساعات وقواميس وهواتف خلوية وآلات تصوير وشاشات "ال سي دي"، لا يزال يوكيو كاشيو متفائلا بشأن مستقبل الآلات الحاسبة التي بيع منها أكثر من مليار نموذج.