أجهزة لحماية خصوصيّة المستخدم

طرَحَت سيناريوهات فقدان الهاتف المحمول الذي يمتلئ بكم كبير من السرية والخصوصية، بدءًا من الصور ومقاطع الفيديو الشخصية، ووصولاً إلى بيانات المستخدم البنكية- عبئًا كبيرًا على كاهل الأشخاص الذين لم يعثروا على أجهزتهم، ومن منطلق تلك المواقف غير المتوقعة، ابتكر باحثون في جامعة ولاية "آيوا" الأميركية دائرة إلكترونية قابلة للذوبان حسب الطلب، عن طريق قراءة نفسها بأنها أصبحت عديمة الجدوى.
وأثارت التفاؤلَ تصريحاتُ الباحثين من جهة إمكان استخدام الدائرة الالكترونية وتوظيفها في الهواتف المحمولة، ناهيك عن البطاقات البنكية، لتكون بمثابة أجهزة مضادة أو محمية ضد السرقة.
وعن ماهية المواد المستخدمة في الابتكار، فإنها عبارة عن بوليمرات خاصة مصممة لتذوب بسرعة وبشكل كامل، عند تلقي منبه بذلك.
وفي ما يتعلق بآلية التنبيه، فإنه بإمكان للمستخدم إرسال إشارة لبطاقته الائتمانية، أو هاتفه، حيث يتم تفعيل آلية التدمير الذاتي للجهاز، فورًا.
وأعلن قائد الفريق البحثي، وهو الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية في الجامعة رضا منتظمي أنه لم يخطر في بال أحد بأن هاتفه سيتلاشى يومًا ما، موضحًا أن تبدد المقاومات الكهربائية، والالكترونيات، والمكثفات، أمور غير متوقعة بتلك الطريقة، حيث لا يَبقى لها أي أثر، وكتقدم أخير، اختبر الفريق هوائيات جديدة ابتكرها قادرة على نقل البيانات، وهي قابلة للتحلل.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الفريق الأميركي يعتقد بأن هذه (المواد العابرة) ستجــعل من تلك الأمور حقيقة.
ومن الأمثلة الإضافية التي أشار إليها الباحثون كتطــبيقات على هذا الابتكار، إيجاد منتجات طبية تذوب وتتبدد بشكل غير مؤذٍ داخل الجــسم، ما أن تنتهي من وظيفتها، وزد على ذلك توظيف تلك المواد في إيجاد أجهزة عسكرية بمقدورها جمع البيانات وإرسالها، ومن ثم الاختفاء بلمح البصر، من دون ظهور أي دليل على وجودها في المهمات الاستخباراتية.
ويُعتبر البحث عن أجهزة إلكترونية استنادًا إلى مواد عابرة أو قصيرة الأمد تقنيةً جديدة ونادرة، مع وجود احتمالات تطبيقية كبيرة وفعالة في المجالات الطبية والعسكرية، وغيرها.