اطلاق الصاروخ فالكون

تجري مجموعة سبايس اكس الاميركية الخاصة الاحد محاولة جديدة لجعل الصاروخ فالكون-9 الذي سيقلع من فلوريدا حاملا قمرا اصطناعيا، يعود ويهبط على منصة في المحيط الاطلسي.

وهي المحاولة الثانية للمجموعة الاميركية الخاصة لاستعادة صواريخ الاطلاق، وتحديدا الطابق الاول من الصاروخ، ففي العاشر من الشهر الماضي قامت بمحاولتها الاولى التي اسفرت عن النجاح في جعل الجزء الاول من الصاروخ يهبط على منصة، ولكنه تحطم الى قطع.

وقال هانس كوينيغسمان مدير المهمة في سبايس اكس السبت في مؤتمر صحافي "ستكون هذه المحاولة اكثر صعوبة"، لان سرعة هبوط الطابق الاول بعد دخوله مجددا الى الغلاف الجوي للارض ستكون اكبر بكثير.

ولذا، فان "حظوظ نجاح المحاولة اقل من المرة الماضية" موضحا ان منصة الهبوط ابعدت اكثر عن شواطئ فلوريدا.

واضاف ان سبايس اكس تمكنت من معالجة الخلل الذي تسبب في فشل المحاولة الاولى، واضاف مهندسوها خزانات تتيح تزويد المحركات بوقود اضافي للتحكم بحركة الصاروخ اثناء الهبوط.

وتعمل هذه المجموعة الاميركية الخاصة منذ عامين على تطوير تقنيات تتيح لها ان تستعيد الطابق الاول من صواريخ الاطلاق الى الفضاء سالمة، بهدف تخفيض النفقات. وهي نجحت في ذلك مرتين العام الماضي، ولكنها تحاول في هذه التجربة ان تنفذ هبوطا دقيقا.

وفي حال نجاح هذه المهمة، فمن شأن لك ان يغير كثيرا من المعطيات في مجال اطلاق الاقمار الاصطناعية، علما ان سبايس اكس تتنافس في ذلك بشكل اساسي مع المجموعة الفرنسية اريانسبايس الرائدة عالميا في هذه المجال.

واذا كانت التجربة الحالية هي لاعادة الطابق الاول فقط من الصاروخ، فان استعادة الطابق الثاني ستكون هدف التجارب المقبلة على المدى البعيد، وهو امر سيخفض كثيرا تكلفة اطلاق المركبات الفضائية.

ومن المقرر ان ينطلق الصاروخ فالكون-9 من قاعدة القوات الجوية الاميركية في كاب كانافيرال في فلوريدا عند الساعة 23,10 ت.غ. من ليل الاحد، وتشير توقعات الطقس الى ان الاحوال الجوية ستكون مؤاتية لاتمام عملية الاطلاق بنسبة 90 %.

وسيحمل الصاروخ على متنه قمرا اصطناعيا مصمما لمراقبة الاحوال الجوية والعواصف الشمسية، وهو ثمرة تعاون بين وكالة الفضاءالاميركية ناسا والوكالة الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي وسلاح الجو الاميركي، بقيمة 340 مليون دولار.

وبعد 165 ثانية على انطلاق الصاروخ، ينفصل الطابق الاول منه عن الطابق الثاني، ويرتفع الى علو 130 كيلومترا ثم يشغل محركاته لكبح سرعة الهبوط التي ستصل الى الفي كيلومتر في الثانية الواحدة، ثم يشغلها مجددا قبل الهبوط، حين تنخفض السرعة الى بضع مئات من الامتار في الثانية.

أما الطابق الثاني فيواصل مساره وينفصل عنه القمر بعد 35 دقيقة من الاطلاق، ثم يستقر في وقت لاحق، بعد اكثر من مئة يوم، في مدار حول الارض، على بعد 1,5 كيلومتر عن سطحها.

ويقر المسؤولون عن المهمة بصعوبة التحكم بالطابق الاول من الصاروخ، وهو يوازي ارتفاع مبنى من 14 طابقا.

ولذلك لا يرى هانس كوينيغسمان ان المحاولة السابقة اخفقت.

وقال "لم يكن ذلك فشلا، بل كان خطوة في اتجاه تطوير التقنيات للنجاح في مرات لاحقة في اتمام هبوط سليم".