واشنطن ـ أ.ف.ب
بدأ نظام "أندرويد" التشغيلي الذي صممه عملاق الانترنت "غوغل" من أجل الأجهزة المحمولة يقضم من آبل حصة متزايدة من سوق الهواتف والأجهزة اللوحية بفضل الابتكار السريع ومجموعة كبيرة من الأجهزة الأقل كلفة. ويعتبر ستيفن بيكر وهو محلل لدى مجموعة الأبحاث "أن بي دي غروب" أن "التنوع هو من عوامل القوة" التي يتميز بها "أندرويد"، مضيفا أن "تصنيع الكثير من الأجهزة بمختلف الأسعار وبالتعاون مع ماركات متعددة يحدث فرقا كبيرا". فخلافا ل"آبل" التي تقتصر برامجها على منتجاتها الخاصة والتي لا تلجأ إلى طرف ثان لتصميم منتجاتها، يسمح "غوغل" لعدد كبير من المجموعات الالكترونية في العالم باستخدام نظامها التشغيلي "أندرويد". وبالتالي، فإن ثلاثة أرباع الهواتف الذكية في العالم أي 136 مليون هاتف كانت تعمل بواسطة "أندرويد" في الربع الثالث من السنة، بحسب بيانات أصدرتها شركة "آي دي سي". ويوضح رامون لاماس مدير الأبحاث في "آي دي سي" أن "أندرويد" تخطى سنويا منذ إطلاقه في العام 2008 "نمو سوق (الهواتف الذكية) واخذ حصصا من منافسيه". وفي سوق الأجهزة اللوحية أيضا، سجل المصنعون الذين يستخدمون "أندرويد" ارتفاعا ملحوظا في حصصهم بين الربعين الثاني والثالث من السنة. فقد زادت حصة المجموعة الكورية الجنوبية "سامسونغ" من 9,6 % إلى 18,4 % فيما ارتفعت حصة الموزع الالكتروني "أمازون" الذي يصنع جهاز "كيندل فاير" من 5 % إلى 9 %، بحسب "آي دي سي". أما حصة جهاز "آي باد" من "آبل" فتراجعت في الفترة نفسها من 65,5 % إلى 50,4 %. ويشير الخبير تشارلز غولفين إلى أن "أندرويد" تستفيد من تغير قاعدة مستهلكيها، خصوصا زبائن الهواتف الذكية. ففي البداية، كان الشراة يولون التكنولوجيا أهمية أكبر من السعر، لكن الهواتف الذكية أصبحت اليوم في متناول الجميع وباتت أسعارها تلعب دورا حاسما أكثر. ويقول غولفين إن "الناس يحبذون منصة +أندرويد+ أكثر من غيرها لأنها تقدم إليهم خيارات أكبر غالبيتها أقل ثمنا" من هاتف "آي فون". وما يميز "أندرويد" عن غيره أيضا هو أنه برنامج حر يستطيع مصممو البرامج استعماله مجانا وتحسينه على هواهم، ما يعود على "غوغل" بالنفع ويسرع الابتكار. ويوضح كن دوليني وهو محلل لدى شركة "غارتنر" أن "وتيرة الابتكار لدى +أندرويد+ أسرع منها لدى +آبل+ التي لا تزال متأخرة جدا" في هذا المجال. لكن غولفين يلفت إلى أن المشكلة تكمن في أن الأجهزة الموجودة في السوق لا تستفيد كلها من أحدث الابتكارات وأن الكثير منها لا يزال يعمل بواسطة نسخ قديمة من "أندرويد"، ما قد يصعب عملية تصميم تطبيقات قابلة للاستخدام على الأجهزة المحمولة كلها. إلى ذلك، فإن وجود مئات الأجهزة العاملة بواسطة "أندرويد" يفرض ضغطا تنافسيا هائلا على المصنعين، على حد قول ستيفن بيكر الذي يضيف "باستثناء +سامسونغ+، لا أعرف إن كان شركاء +أندرويد+ الآخرون يحققون أرباحا مادية". ففي نهاية المطاف، يبقى الرابح الأكبر "غوغل" الذي بذل جهودا كبيرة لتحسين "منظومة" الموسيقى والأفلام والكتب والألعاب وغيرها من التطبيقات التي تعمل بواسطة "أندرويد"، بحسب ما يقول المحللون. وقد صمم "أندرويد" خصيصا لتشجيع المستهلكين على استخدام خدمات تعود على "غوغل" بالربح المادي، مثل متجر "غوغل" الالكتروني "غوغل بلاي" وموقعه الالكتروني المخصص للأبحاث "غوغل سيرتش" وخدمة الخرائط "غوغل مابس".