نظّمت هيئة تقنية المعلومات في سلطنة عُمان ممثلةً في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، أمس، المؤتمر السنوي الدولي للمراكز الوطنية للسلامة المعلوماتية بالدول الإسلامية وبمشاركة عددٍ من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. ويهدف هذا المؤتمر بشكلٍ عام إلى تعزيز أمن المعلومات بسلطنة عُمان لدى مختلف المؤسسات الحكومية ومؤسسات البنى الأساسية وقطاعات الصناعات الحيوية فيها، إضافةً إلى إبراز الجهود التي تقوم بها السلطنة في هذا المجال ضمن إطار التعاون الإقليمي والدولي. وقد سلّط هذا المؤتمر الضوء على مجموعةٍ من المحاور كان من أهمها تعزيز دور السلطنة لتكون مركزًا إقليميًا هامًا في مجال الأمن السيبراني (أمن الإنترنت الافتراضي الفضائي)، وإستقطاب خبراء ومتحدثيين دوليين في هذا المجال للتعرف على تجارب الدول الأخرى. بالإضافة إلى الإطلاع على الاستراتيجيات لمواجهة تحدي الأمن الإلكتروني على المستويات الوطنية لا سيما الحكومات ومؤسسات البنى الوطنية الأساسية والصناعات الحيوية، والإستجابة بفاعلية للحوادث الأمنية المعلوماتية وإيجاد التدابير الوقائية لتجنب التعرض لها وتقليل نطاق تأثيراتها. وتضمن برنامج المؤتمر مجموعة من الجلسات، تناولت الجلسة الأولى تشكيل مستقبل أمن المعلومات، وناقشت تعزيز الأمن السيبراني والعمل على خلق بيئة معلوماتية آمنة، وذلك لأن تنامي الحاجات التقنية لقطاعات البنى الأساسية سبب في تعرضها للتهديدات السيبرانية، وبالتالي من المهم أن يتم تطوير السياسات الشاملة لأمن المعلومات. أما الجلسة الثانية فقد تناولت الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات السيبرانية والعقبات المترتبة عليها، كما أنها تطرقت إلى مبدأ أن السلالة الجديدة من التهديدات السيبرانية تهدد النظام الإيكولوجي والأمن السيبراني للأمم، وقد تؤثر سلبًا على بناء القدرات البشرية والتقنية. وهذا الأمر أثار اهتمام التحالفات الإقليمية ودعت إلى إيجاد الحلول العالمية لهذه المشكلة. وتحدّث المحاضرون في الجلسة الثالثـة عن تطوير القدرات البشرية في إدارة آثار وعواقب الجيل الجديد من المخاطر والتهديدات السيبرانية، وذلك كون القدرات البشرية لها دورٌ كبير في تحديد كيفية إدارة الفرق الأمنية للتهديدات السيبرانية بصرف النظر عن السياسات والتقنيات المستخدمة. وتضمنت الجلسة الرابعة حوارًا مفتوحًا حول التهديدات الناشئة والتحالفات الإقليمية، حيث أنه لا يمكن للفرق الأمنية العمل على عزلة إدارة الجيل الجديد من التهديديات السيبرانية في الوقت الحالي، وبالتالي تكمن الشكوك فيما إذا كانت التحالفات الإقليمية تعمل حقًا في تخفيف أثر هذه التهديدات أم لا. من الجدير ذكره هو أن منظمة التعاون الإسلامي هي منظمة دولية تضم 57 عضوًا بما في ذلك سلطنة عُمان، ولها وفدٌ دائم بالأمم المتحدة، وتعد ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة.