واشنطن ـ وكالات
قبل سنوات طويلة، وقبل طفرة الهواتف والأجهزة الذكية، وحتى قبل ظهور الهواتف والكمبيوترات المحمولة، وبالتحديد قبل بزوغ شمس "الإنترنت"، وانتشار صفحاتها الإلكترونية لتملأ كرتنا الأرضية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، لتكون اليوم أحد الركائز التي لا غنى عنها في الحياة اليومية، وعلى كافة الأصعدة والمستويات. قبل ذلك، كان مفهوم "رقم السر" أو "كلمة المرور" Password، يقتصر على جوانب قليلة جداً في حياتنا اليومية، بالكاد نسمع عنها أو نراها أمام أعيننا، وقليلاً ما نتعامل معها أو نحتاج إليها. وكانت مثل كلمات أو أرقام السر هذه تقتصر على مشاهد قليلة نراها في حياتنا اليومية في الماضي. مشاهد من الماضي في المدرسة، كان ذلك المشهد يأسر قلوب العديد من الطلاب، ويجعل بعضهم يتسمر في مكانه من شدة دهشته، وكله عيون لا ترمش، بإنتظار أن يقوم الأستاذ في الصف المدرسي، بإحضار تلك الحقيقة العجيبة، التي كانت الأفلام البوليسية أو أفلام "جيمس بوند" القديمة تزخر بها، حقيبة الأستاذ هذه، التي كانت في الغالب من نوع "سامسونايت"، كانت تمتلك رقم سر يحتوي ثلاثة خانات، لا يمكن فتح الحقيبة بدون هذا الرقم السري. أيضاً هذا الحقيقة كنت تجدها بأنواع مختلفة مع الكثير من الطلبة، جالسي المقاعد الأمامية، والمتميزون في الدراسة، والمصغين للمدرسين، والذين يأخذون في الغالب نصيب الأسد من الحصة. فتجدهم يتباهون بحقائبهم الرسمية، التي تخفي وجباتهم الصباحية وبعض الأقلام التي تصطف في مكانها المخصصة في الحقيقة، بالإضافة إلى كتبهم ودفاترهم التي تجعل من هذه الحقيبة تنتفخ، ولا تقفل إلى بالضغط القوي والمستمر عليها. ولا تنسى أيضاً سيدات المجتمع، والعديد من السيدات في تلك الفترة الزمنية، اللواتي لا يمكن أن يخرجن من بيوتهن إلا بصحبة حقائبهم التي تشبه الصناديق الصغيرة، والتي تأتي في الغالب مربعة الشكل أو مستطيلة في بعض الأحيان، والتي كانت تعج بمستلزمات المرأة الخاصة، التي لا يمكن لأي شخص الإطلاع على محتوياتها بدون إذن صاحبتها، لأنها محمية برقم سر رباعي أو ثلاثي الخانات