لم تعد القناطير المقنطرة من الذهب والفضة تسيل لعاب الباحثين عن المال والجاه، ولم يعد المرء يلتفت إلى سعر الدولار أو اليورو، والبحث عن جواب عما إذا كانت العملتان قد نزلتا أو صعدتا، المهم أن تسقط الصخور فوق رؤوس البعض محملة بسندات نقدية. إذ يكفي أن تملك حجرا، فتتحول إلى ثري، ليس في الأمر ما يدعو إلى الاستغراب، فالأمر واقع، والسوق فتحت أبوابها لملاك صخور نيزكية تناثرت شظاياها في عدد من المناطق الصحراوية المغربية قرب طاطا، ويمضي عدد من المغامرين الشباب والرعاة سويعات حتى الشمس الحارقة يبحثون عن  قايا صخور سقطت من المريخ وكواكب أخرى ويتطلع عدد من العلماء في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لاقتنائها، إذ يتجول هؤلاء أو وسطاء لهم في دروب بحثا عن حجر نيزكي يخفيه أحد ما. وسقوط "نيازك" من الفضاء على قرية "تيسنيت" بمدينة طاطا، النيازك الشبيهة بالأحجار  حمست أبناء المنطقة ورعاتها الذين يمضون الليالي يمشطون تضاريس المنطقة الوعرة  بحثا عن تلك الصخور وبيعها بالملايين لعلماء جاؤوا من الولايات المتحدة الأميركية لهذا الغرض. وتأكدت تخمينات فريق العلماء الأميركي والصيني والروسي، إذ توصل هؤلاء إلى أن الصخور النيزكية التي اقتنوها من منطقة طاطا مشكّلة من مادة زجاجية نادرة على الأرض، وأن تلك الصخور حسب ما أوردته المجلة العلمية الأميركية "سَايْنْسْ" سافرت في الفضاء لمدّة 700 ألف سنة قبل السقوط فوق المغرب، وأنّ التجارب العلمية تم التوصل من خلالها إلى "عدم احتكاكها بسابق حياة على المريخ".