ملبورن ـ وكالات
لقد غزا هذا الوحش الأسطوري مدينة نيويورك منذ ثلاثينات القرن الماضي، والآن يأتي الغوريلا العملاق ليغزو مسارح أستراليا، ويدهشنا القائمون على المسرحية بالقدرة على الخلط بين الموهبة البشرية في تحريك الأجسام وبين القدرات الخيالية للأجهزة الآلية. إذ طور أخصائي تصميم الدمى الآلية سوني تلدرز مجسماً لكينغ كونغ يصل إلى أكثر من ستة أمتار، في الوقت الذي بلغ فيه طول المجسم الذي ظهر بالفيلم السينمائي الشهير 61 سنتمتراً. وعندما تم التخطيط للمشروع قبل خمس سنوات قرر تلدرز أن يبدأ بتصميم روبوت مكمل للغوريلا الشهيرة، لكنه قرر بأن الدمى التي يتم تحريكها يدوياً تتمتع بخصائص لا يمكن للروبوتات تقليدها، وبالتالي فإن دمية كينغ كونغ تتكون من جزء روبوتي وجزء يتم تحريكه يدوياً بالطرق التقليدية لتحريك الدمى. إلا أن تلدرز قرر في النهاية أن يستخدم الطريقة التقليدية واليدوية في تحريك كينغ كونغ، الذي يتعلق من السقف ويتم تحريكه بواسطة عشرة أشخاص متخصصين في فنون السيرك، والذين يتنقلون داخل الدمية للتبديل بين يدي الغوريلا وقدميه باستعمال أيديهم أو باستعمال الحبال الطويلة. أما وجه الغوريلا فيتم التحكم به آلياً، إذ تمتد أسلاك على طول 300 متر داخل هيكل دمية الغوريلا، وذلك لتعمل على تزويد 16 وحدة معالجة بالكهرباء وتغذية أكثر من 15 محركاً للتحكم بتعابير وجه الغوريى، وذلك يتضمن القدرة على التحكم بحركة عيني الغوريلا وحاجبيه والجفنين والأنف والشفتين والفك والرقبة والكتفين، كما يمكن للغوريلا أن تصدر صوتاً، وهو أمر أساسي لتجسيد واقعية الحركات التي يقوم بها الغوريلا. ويقوم تيلدر الذي يدير شركة فنية من فريق يفوق عدد أكثر من 35 شخصاً من تقنيي الحركة وخبراء الميكانيك، كما شارك في صنع العديد من الدمى التي لعبت أدواراً بأفلام كبيرة، مثل فيلم حرب النجوم Star Wars، ويملك تيلدر خبرة تفوق عشرين عاماً في مجالي السينما والمسرح. وقد قام تيدلر بالإشراف على الألعاب الدمى الآلية في مسرحية المشي مع الديناصورات Walking with Dinosaurs، الذي تمت مشاهدته من قبل أكثر من ثمانية ملايين شخص بـ 217 مدينة، وتضمن أكثر من 20 دمية صنعت بالحجم الطبيعي للديناصورات، وفقاً للموقع الرسمي لشركته.