بيزا - د ب أ
قال علماء من إيطاليا إنهم طوروا تقنية رادار جديدة يستخدم الرادار من خلالها فى إرسال موجات الراديو واستقبال موجات الصدى. وأوضح الباحثون تحت إشراف باولو جيلفى من اتحاد جامعات بيزا لعلوم الاتصالات بمدينة بيزا الإيطالية فى دراستهم التى نشرت اليوم، الأربعاء، فى مجلة "نيتشر" البريطانية، أن نبضات الليزر شديدة القصر مناسبة جدا لتحويل إشارة الاستقبال بدقة شديدة إلى الشكل الرقمى. كما أشار الباحثون إلى أنهم وجدوا أن هذه التقنية أفضل بكثير من الأنظمة الحالية عند استخدامها فى بعض مجالات التردد. وتحول أجهزة الرادار الحديثة الموجات الراديوية التى تعكسها الطائرات أو السفن على سبيل المثال إلى إشارات رقمية، حيث يتم تشتيت الموجة المستمرة إلى قيم منفصلة تشير كل منها إلى جزء من الثانية من الموجة، ويحدث خلال ذلك تذبذبات بسيطة فى دقة هذه الموجات تسمى أيضا "جيتر" أو رجفان أو ضوضاء مرحلة. ويمكن تخفيض هذا الخلل إلى أقصى درجة ممكنة عندما يتم تقسيم الموجات الصادرة عند صدورها بالفعل وذلك باستخدام ما يعرف بالليزر النبضى وهو ما أدى إلى خفض مدة التأخر الزمنى عند رقمنة إشارة الاستقبال باستخدام جهاز الليزر إلى أقل من 10 فيمتو ثانية، أى واحد من كوادريليون، أى واحد من مليون مليار من الثانية فى حين أن هذا الفارق يبلغ عند استخدام أجهزة الرادار الحالية أكثر من 100 فيمتو ثانية حسبما أوضح العلماء. كما أن الليزر النبضى يتمتع بميزة أخرى حسب العلماء حيث يمنح أجهزة الرادار عرضا كبيرا للنطاق الترددى، أى يتيح الإرسال والاستقبال فى الكثير من الترددات المختلفة وهو ما لا تتيحه أجهزة الرادار الإلكترونية إلا بتكلفة وجهد كبيرين. كما طور جيلفى وزملاؤه جهاز الرادار الجديد بشكل يجعل نفس الليزر يغذى مولد الإشارات ومحول الإشارات التناظرية فى مستقبل الرادار بحيث يمكن توصيل نبض الليزر بسرعة الضوء عبر ألياف بصرية. ودلل الباحثون على قوة أداء الرادار الجديد من خلال متابعة طائرات تتأهب للإقلاع حيث نجح الجهاز فى تحديد ارتفاع الطائرة بدقة 23 مترا وسرعة 2 كيلومتر فى الساعة وهو ما يعادل فى هذه المرحلة التجريبية قياسات أجهزة الرادار الإلكترونية الحديثة.