قامت الصين مؤخرًا بتفعيل أول موقع الكتروني رسمي لها بشأن تسجيل التبرع بالأعضاء البشرية بهدف تخفيف العجز الشديد في الأعضاء ، حيث يتلقى نحو عشرة آلاف شخص فقط زراعة الأعضاء سنويا، مقابل نحو 300 ألف طالب للأعضاء في عموم البلاد . وقالت لجنة الدولة للصحة وتنظيم الأسرة، إنه يمكن للمواطنين الصينيين تسجيل أنفسهم كمتبرعين بالأعضاء عبر الموقع الالكتروني (www.savelife.org.cn) . فيما ترسل اللجنة معلوماتهم إلى المنظمات والمنسقين المعتمدين فقط. ووفقا للجنة، يسمح للمتبرعين بتعديل أو إلغاء تسجيلهم عبر الموقع الالكتروني ، وفي حال وفاة المسجل للتبرع فيمكن لأقربائه أن يلغوا التسجيل إذا لم يوافقوا عليه. وقال تشو جيون، المسؤول باللجنة، إن الموقع تم إنشاؤه بهدف تعزيز وعي الجماهير بشأن التبرع بالأعضاء . وبدأت عمليات زراعة الأعضاء البشرية بالصين في الستينيات من القرن الماضي. وبينما تحتل المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة من حيث عدد حالات زراعة الأعضاء ، لكنها ما تزال تعاني من فجوة ضخمة في زراعة الأعضاء ، يرجع سببها بصورة رئيسية إلى قلة نية التبرع بالأعضاء . وحسب التقاليد والعادات الصينية، يجب أن تدفن أو تحرق جثث الموتى بأعضائها كاملة، ما يعرقل تبرع الناس بأعضائهم . وعلى ضوء هذا، بادرت الصين إلى إنشاء نظام وطني للتبرع بالأعضاء . ففي العام 2007، أصدرت الدولة (( لائحة زراعة الأعضاء ))، ثم بدأت في تنفيذ (( قاعدة إدارة جمع وتوزيع الأعضاء المتبرع بها )). أما في الأول من آذار الجاري، فأقامت الصين لجنة الدولة لتبرع وزراعة الأعضاء حتى فعلت الموقع المذكور آنفا. وبذلك أكملت الصين بناء نظامها الوطني في هذا المجال. وفي هذا الشأن، أشادت منظمة الصحة العالمية بمنجزات الصين مشيرة إلى أن كثيرا من الدول صرفت عشرات السنوات في إنشاء نظام تبرع وطني للأعضاء . وقالت المنظمة إن تفعيل الموقع يرمز إلى أن الصين شرعت في تعبئة جماهيرها لضمان كفاية الأعضاء المتبرع بها، وذلك بصفتها دولة تملك 1.3 مليار نسمة. ولفت تفعيل هذا الموقع الالكتروني أنظار الصينيين، حيث بادر بعض الصينيين إلى تسجيل نيتهم في التبرع بأعضائهم بما فيهم موظفو وسائل الإعلام والنجوم الفنية والطلبة والفلاحين . وعبر بعض مستخدمي الانترنت عن ترحيبهم بتحديث أسلوب التبرع بالأعضاء ، فيما أهابوا بالحكومة تعزيز رقابتها لضمان شفافية تبرع واستخدام الأعضاء . وفي هذا السياق، قال هوانغ جيه فو، مسؤول بقطاع الصحة، إن الصين مصممة على تعزيز إدارة استخدام الأعضاء المتبرع بها ومعاقبة من يقوم بتصرفات غير مشروعة في هذا المجال. وأوضح أن لجنة الدولة للصحة وتنظيم الأسرة ستصدر سياسة جديدة، ستلغى بموجبها أهلية زراعة الأعضاء لأي مستشفى تشارك في توزيع الأعضاء سرا ولأي طبيب يستخدم الأعضاء غير المسجلة لدى الحكومة. كما ستعاقب الصين الأطباء والمستشفيات في حال مخالفتهم قانون شراء وبيع الأعضاء أو زراعتها للأجانب سرا. وفي الفترة الأخيرة، أقامت الصين عدة منظمات خاصة بجمع وزراعة الأعضاء البشرية في سبيل تنظيم أعمال القطاع . وكانت الصين تعاني من فوضى كبيرة في قطاع زراعة الأعضاء ، حيث تنافس ما يزيد على 600 مستشفى بشكل غير منظم للحصول على الأعضاء . وبعد جولات من التنظيم والتعديل، يوجد الآن في الصين 169 مستشفى معتمد فقط لزراعة الأعضاء . وعلى ضوء هذا، تخطط الدولة للموافقة على زراعة الأعضاء في مئة مستشفى جديد . يذكر أن الصين بدأت في تفعيل أعمال التبرع التجريبي بالأعضاء منذ آذار 2010، ثم امتدت إلى كل أنحاء البلاد رسميا في آذار 2013. وأشارت البيانات الرسمية إلى أن ما يزيد عن 2200 مواطن صيني تبرعوا بأعضائهم بعد وفاتهم.