وكالة ناسا

قال علماء، إن قمرا صناعيا علميا يتبع إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" اختتم، يوم الجمعة الماضي، رحلة فضائية استغرقت 7 أعوام ونصف العام إلى سيريس وهو كوكب قزم لم يكتشف من قبل يدور في فلكه ضمن حزام الكويكبات الواقع بين كوكبي المريخ والمشترى.

كان القمر الصناعي "دون" قد زار كويكب "فيستا" قبل ان يستخدم محركاته الكهربية الأيونية لمواصلة رحلته إلى "سيريس" وهو كوكب كروي قزم قطره 970 كيلومترا ويعتبر أكبر الأجرام ضمن حزام الكويكبات.

وبمقارنة هذا الكوكب بالقمر على سبيل المثال فان قطر القمر يبلغ 3480 كيلومترا.

وقال مسؤولو ناسا، أمس الإثنين، إن القمر الصناعي الذي يعمل بالطاقة الشمسية وضع نفسه في مدار حول كوكب "سيريس"، يوم الجمعة الماضي، ومن المقرر أن تستقبل التلسكوبات اللاسلكية على الأرض الإشارات الواردة منه.

ويترقب العلماء بلهفة أول صور قريبة لكوكب "سيريس" القزم الذي يعتقد أنه من الوحدات البنائية التي تخلفت عن نشأة كواكب المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام.

وقالت كارول ريموند العالمة في برنامج "دون" التي تعمل بمعمل الدفع النفاث أيضا "إنها تمثل حفريات يمكن ان نفحصها كي نتفهم العمليات التي كانت قائمة في ذاك الوقت".

وبخلاف "دون" من المقرر ان تحلق المركبة الفضائية الأخرى "نيو هورايزونز" التابعة لناسا أيضا قرب كوكب بلوتو النائي بحلول يوليو القادم.
وكان كوكب بلوتو يعتبر حتى وقت قريب أحد كواكب المجموعة الشمسية لكنه اعتبر فيما بعد من الكواكب القزمية.

كانت الصور التي أوردتها المركبة "دون" عن كوكب "سيريس"- الذي سمي على اسم إلهة الزراعة عند الرومان- الشهر الماضي غامضة إذ تضمنت مجرد شرائط لامعة على سطحه بما في ذلك بقعتان براقتان داخل حفرة.
كان تلسكوب هيرشل الأوروبي الفضائي قد رصد بخار ماء على كوكب "سيريس" وهي من القرائن التي تشير إلى احتمال تسبب الأجرام التي اصطدمت به في انطلاق أعمدة من الماء في الفضاء.

وقالت ريموند "ضمن المظاهر الأولية عن سيريس شهدنا سمات غريبة كثيرة منها مناطق منبسطة وأخرى مشوشة وحفر من جميع الأشكال والأحجام.

والأمر المثير للاهتمام هو البقع اللامعة- التي تقابلها أسطح مظلمة على سطح سيريس".
وسيستغرق الأمر نحو شهر كي يثبت القمر الصناعي "دون" نفسه ليبدأ عمليات رصد تستمر 14 شهرا وهو البرنامج الذي تبلغ تكاليفه الإجمالية 473 مليون دولار.