مطورو العاب فيديو في شركة فروغويرز

مع علب البيتزا الفارغة وفناجين القهوة المنتشرة على مكاتب المطورين الملتحين الشباب، تشبه شركة "فروغويرز" مثيلاتها من المؤسسات الكاليفورنية المزدهرة في مجال الالعاب الالكترونية مع ان المحيط الهادئ يبدو بعيدا..من كييف.

رغم دوي المدافع المستمر في شرق اوكرانيا لا يزال هذا البلد يواصل نشاطه المزدهر في مجال الالعاب الالكترونية الذي تساهم عائداته بشكل ايجابي في الاقتصاد المنكوب.

بعد النجاح الكبير الذي لاقته لعبة "شيرلوك هولمز: كرايمز اند بانيشمنت" اثر صدورها في ايلول/سبتمبر، يعكف موظفو "فروغويرز" الثمانون راهنا على تطوير تكملة لها تتمحور على التحري اللندني الشهير.

ومع ان حبكة اللعبة الافتراضية بعيدة كل البعد عن النزاع الدامي الدئر في حوض دونباس المنجمي ، فقد ادرجت اشارة الى الازمة الاوكرانية على شكل "سبلاش سكرين" اي نافذة انتظار تشيد بالمحتجين لمؤيدين لاوروبا الذي قتلوا في شباط/فبراير الماضي في ساحة الميدان في كييف.

ويوضح وائل عمرو صاحب الشركة الفرنسي (39 عاما) "عندما بدأت الاحتجاجات في ميدان كييف الكثير من العاملين في الشركة شاركوا فيها. وفكرنا بطريقة لشكر الناس الذين ضحوا بحياتهم هناك (..) واخترنا +سبلاش سكرين+".

وادى ذلك الى رفض الموزع في روسيا تسويق اللعبة في هذا البلد وفي جمهوريات سوفياتية سابقة اخرى. الا ان "فروغويرز" لم تتراجع. لكن اللعبة باتت الان متوافرة في روسيا عبر التحميل عن الانترنت.

وعدا ذلك، لم يكن للنزاع الا تأثير طفيف على الشركة على ما يؤكد وائل عمرو موضحا "لكن بطبيعة الحال ثمة ضغوط متواصلة نظرا الى اننا لا نعرف ما سيحصل في اليوم التالي".

وقد فرضت اوكرانيا نفسها في مجال الالعاب الالكترونية بفضل نظام تربوي موروث عن الاتحاد السوفياتي يشدد على الرياضيات والهندسة وبفضل يد عاملة رخيصة.

وقد انتجت اوساط الالعاب الالكترونية في اوكرانيا لعبة "ستاكر" التي تجعل اللاعب يغوص في المنطقة التي ضربتها كارثة تشرنوبيل النووية.

ويكشف بعض مسؤولي هذا القطاع عن قلقهم بشأن النزاع الدائر في شرق البلاد.

ففي حين لا تزال بعض الشركات الكبرى مثل "يوبيسوفت" الفرنسية تحتفظ بمكاتب لها في كييف ، نقلت شركة "4ايه غيمز" الاوكرانية مقرها الى مالطا في ايار/مايو محتفظة باتسديو تطوير في العاصمة الاوكرانية.

ويؤكد اوليغ يافورسكي مدير التسويق في "فوستوك غيمز" وهي شركة بارزة ايضا في هذا المحال ان امكانية الرحيل درست ايضا لكنها استبعدت.

ويوضح "الوضع هادئ في كييف لكن ينبغي علينا ان نتابع الاحداث باستمرار".

اما سيرغيي غاليونكين وهو مدون عمل عشرين عاما في مجال الالعاب الالكترونية، فيتوقع انتقال بعض الشركات الى اماكن اخرى في حال تفاقم الوضع في الشرق.

ويؤكد "غالبية الناس لديهم خطة طوارئ بديلة. فهم جاهزون للانتقال لكنهم لن يفعلوا ذلك غدا".

وتندرج العاب الفيديو في قطاع المعلوماتية الاوسع الذي يحقق مليارات الدولارات في اوكرانيا.

ويقول الدنماركي توربن مايغارد صاحب شركة "كيكلوم" الكبيرة في مجال البرمجيات مع 2500 موظف، انه اضطر الى اغلاق واحد من سبعة مواقع للمجموعة فقط وهو في دونيتسك معقل المتمردين الموالين لروسيا منذ بدء الاضطرابات في نيسان/ابريل الماضي.

ويعتبر وايارد ان قطاع المعلوماتية يمكنه ان يساهم في انعاش الاقتصاد في البلاد واثراء الطبقة المتوسطة.

لكن الكثير رهن بتطور النزاع اذ ان تفاقمه قد يؤدي الى موجة هجرة.

ويختم غاليونكين قائلا "في الاوساط الابتكارية، يكفي ان يأخذ المرء هاتفه وعائلته ليبحث عن عمل في الخارج".