القاهرة – مصر اليوم
فجر باحثون في الأمن المعلوماتي مفاجأة جديدة من العيار الثقيل تندرج ضمن مخاطر التجسس على الأجهزة الذكية التي تنامت بشدة في الآونة الأخيرة، وهي إمكانية تعقب الهواتف الذكية العاملة بنظام أندوريد فقط عن طريق "البطارية" دون الحاجة إلى تفعيل نظام الملاحة العالمي "جي بي إس" أو تقنية الشبكة اللاسلكية "واي فاي".
تمكن باحثون تقنيون بجامعة ستانفورد الأمريكية من تطوير تطبيق صُمم خصيصاً لجمع معلومات وبيانات عن استهلاك طاقة بطاريات الأجهزة الذكية. وهذا التطبيق "الخبيث" لا يحتاج إلى الولوج إلى نظام الملاحة العالمي "جي بي إس" أو أي خدمة أو تقنية أخرى يمكنها الكشف عن مكان المستخدم سواء شبكة "واي فاي" اللاسلكية أو الشبكة الخليوية.
وأوضح المطورون أن تطبيقهم الذي يحمل اسم "PowerSpy" صُمم ليقيس التغيرات التي تحدث في استخدام البطارية خلال فترة معينة، ما يتيح له تحديد موقع الهاتف بدقة تصل نسبتها 90%، بحسب موقع "تك تايمز".
وأشار المطورون إلى أن التطبيق ليس بحاجة إلى جمع بيانات، إذ يعتمد على معلومات يوفرها أكثر من 179 تطبيقاً متوافراً حالياً في متجر تطبيقات أندرويد "غوغل بلاي"، مثل تطبيق الخرائط الرقمية أو ألعاب مثل "الطيور الغاضبة" أو الدخول إلى الشبكات الاجتماعية أو الاستماع إلى الموسيقى، وجميعها لا تحتاج إلى إذن من المستخدم لاقتحام بيانات استخدام البطارية، كونها معلومات غير ضارة ولا تتطلب حتى إخبار المستخدم به.
ولكن بحسب المطورين "استطعنا أن نظهر ببساطة عن طريق قراءة الاستهلاك الكلي لبطارية الهاتف خلال بضع دقائق قدرة التطبيق على فهم معلومات تتعلق بموقع المستخدم".
وحذر الخبراء التقنيون من خطورة تنامي الوسائل والطرق وتعددها في رصد وتعقب المستخدمين، مشيرين إلى أن الهاكرز لم يكتفوا بعدد المستشعرات المدسوسة داخل الهاتف الذكي سواء قياس التسارع وجي بي إس والميكروفون والكاميرا، بجانب التطبيقات التي تتعقب المستخدم بسبب اعتماد بعضها على الإنترنت.
لكن أيضاً أصبح ممكناً الآن تحديد مكان المستخدم بواسطة "البطارية، الأمر الذي جعل الخبراء يسخرون مما آلت إليه التكنولوجيا في الوقت الراهن، إذ قال خبير في الأمن المعلوماتي بجامعة سري البريطانية "إن ما يحدث حولنا يوصلنا لنتيجة واحدة وهي أن السبيل الآمن الوحيد هو استخدام هواتفنا من دون بطاريات، وهذا لن يحدث أبداً".