القاهرة - مصر اليوم
كشف وزير الخارجية الصومالي عبدي سعيد موسى، أن مجلس إدارة البنك المركزى لبلاده سيجتمع الشهر الجارى لإعطاء الرخصة لافتتاح أول فرع لمصرف أجنبى فى تاريخ البلاد، لبنك مصر، لافتا إلى أن الصومال ترفض أى تصرف أحادى على مشروعات النيل من دول الحوض سواء المنبع أو المصب على حد سواء.وقال موسى فى حوار خاص، إنه جرى الانتهاء من الإجراءات الحكومية لافتتاح بنك مصر بالعاصمة مقديشيو، وسيُقر البنك المركزى الصومالى خلال الأيام المقبلة، رخصة ممارسة النشاط للبنك، متابعا أن بلاده تطلع لضخ مصر حكومة ورجال أعمال، لاستثمارات فى الصومال «الزاخرة بالفرص الاستثمارية المميزة» لاسيما بمجالات التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، والمياه.«الصومال حكومة وشعبا ترحب بمصر وتحبها وتقدرها منذ آلاف السنين، وفى السابق كان لمصر تواجد كبير فى الصومال، وبعد انهيار الحكومة الصومالية المركزية حدث تراجع فى العلاقات بين البلدين الشقيقين، والآن هناك تواصل لتجديد وترميم العلاقة، من بينها ضخ استثمارات مصرية بقطاعات الطاقة والمعادن والثروة السمكية». أضاف موسى.
وذكر وزير الخارجية الصومالى أن حجم الاستثمارات المصرية فى الصومال محدود ومتراجع منذ سنوات طويلة ماضية فى مقابل انتشار الاستثمارات التركية بغزارة منذ عام 2013 لاسيما بقطاعى الصحة والتعليم، متابعا «الأتراك والأجانب ملأوا الصومال، لكن أين مصر؟، نحن لدينا ثروة سمكية وحيوانية، ومعادن، وأشياء طبيعية عديدة ومميزة، ولكن ينقصنا استثمارات مصر وخبرة وعلم المصريين، ينقصنا المهندسيين والبيطريين والأطباء والكوادر المصرية المميزة، ونحن نعطى لمصر الأولوية فى الاستثمارات».وتابع موسى «هناك تعاون مع مصر فى الفترة الأخيرة، منها على سبيل المثال تدريب ضباطنا بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، ربما ليس بالحجم الكبير، لكن هناك تعاون فى عدد من المجالات»، مضيفا «ثرواتنا تحتاج حماية مصر التى تتمتع بجيش وقوة عسكرية كبيرة، وإذا جمعنا ما عندنا من مقدرات وثروات مع خبرة وكوادر وقوة مصر لحدث تكامل اقتصادى وسياسى يلبى طموحات البلدين ويثرى شعبيهما».
وناشد موسى الحكومة المصرية ومشيخة الأزهر الشريف، فتح فروع للجامعات المصرية بالصومال، متابعا «نأمل أن يتم تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو فى أقرب وقت، نحن ننتظر موافقة السلطات ووزير الطيران محمد منار، وعلى أتم الاستعداد لتوقيع العقود والاتفاق الرسمى حتى لو كان ذلك غدا»ــ وفقا لما قال.وأشار موسى إلى استعداد الحكومة الصومالية إعطاء تسهيلات ومميزات استثنائية ولوجستية خاصة لرجال الأعمال المصريين، منها إعفاءات ضريبية، حتى لو تطلب الأمر تعديلات تشريعية، وذلك لتشجيعهم على الاستثمار فى الصومال.وحول أزمة سد النهضة، قال وزير الخارجية الصومالى: «القضية معقدة وليست بسيطة وبها جوانب فنية وخلافات تقنية، وموقفنا الثابت أن مصر دولة شقيقة يجمعها مع الصومال الكثير من الحب والمودة والعلاقات التاريخية، وكذا إثيوبيا دولة جارة، وقضية المياة فى المنطقة تهمنا».وأضاف « الصومال تؤيد الاتفاقيات التاريخية لتقسيم المياة وإدارتها بين دول حوض النيل؛ إذ توافقت عليها البلدان جميعا آنذاك، ونرى أن الخيار الأمثل لحل الازمة الراهنة التفاوض والتفاهم والدبلوماسية؛ للوصول لحل مرضى لجميع الأطراف».
وأبدى موسى استعداد بلاده لعقد مباحثات بين دول حوض النيل لإنهاء الأزمة بين البلدان الثلاث، مضيفا «ندعو اللجان الفنية المتخصصة فى مصر والسودان وإثيوبيا للعمل سويا للاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد بقرار مشترك فى أسرع وقت».قال وزير الخارجية الصومالى «لا نخفى عليكم أننا خفنا من سقوط مصر بعد أحداث عام 2013، لأن مصر قوة كبرى، إذا انهارت فقدت الصومال والقارة الإفريقية والشعب العربى بأسره أخا لا يعوض»، متابعا: «السيسى أنقذ مصر، وجمع القوى الداخلية، وأسس بلدا قويا، وطور الجيش وسلحه وزاد من قوته الضاربة، ونهض بالبلاد بأكملها بفضل قيادته وحكمته فى الإدارة».مضيفا: «السيسى يتجه الآن إلى العالمية أكثر، حقا هو رئيس عبقرى وفذ ويختلف عن الرؤوساء السابقين، نعم من سبقوه كانوا عظماء أيضا، لكن لم يواجه أينا منهم مشاكل وتحديدا بقدر ما واجهه السيسى منذ توليه إدارة البلاد، وهذا ليس كلامنا فحسب بل هى وجهة نظر القارة الإفريقية بأكملها فى شخص السيسى»، قائلا: «نحن واجهنا مشاكل كثيرة أخيرا وافتقدنا شخصية مثل السيسى فى بلادنا».
وحول الأوضاع فى الصومال، قال موسى إن بلاده تواجه 4 ملفات رئيسية هامة، ممثلة فى استكمال المسار الديمقراطى وإنجاز انتخابات مجلس النواب وبعدها الانتخابات الرئاسية، ومجابهة حركة الشباب الإرهابية والحد من سيطرتها، فضلا عن إنهاء تواجد قوات حفظ السلام الإفريقية المتواجدة فى البلاد منذ 15 عاما، وإنهاء ملف مكافحة القرصنة والسطو المسلح فى البحر قبالة سواحل البلاد بالتعاون مع الأمم المتحدة.وأوضح وزير الخارجية الصومالى أنه جرى تشكيل مجلس الشيوخ وإنجاز أكثر من 75% من انتخابات مجلس النواب، متابعا «نحن نواجة إرهابا حقيقيا ممثلا فى حركة الشباب، فهى ليست كما كانت عليه من 10 سنوات، هى الآن غيرت جلدها، وتأخذ الجباية من الناس رغما عنهم، وتعتمد بشكل رئيسى على المقاتلين من الخارج خاصة الأفارقة».وتابع موسى «حركة الشباب دخلاء وليسوا صوماليين أصليين، حيث يأتى لهم تدفقات مالية كبيرة من الجبايات، وتعتمد على الوسائل البدائية لتصنيع المتفرجات فى المنازل، والأسلحة المهربة من اليمن، ويهدفون إلى السيطرة على القطاعات الحيوية بالدولة ــ الجيواستراتيجية ــ بدعم من جهات خارجية معادية».
وأضاف «هدف الحكومة الصومالية الحد من خطرهم فى شتى النواحى، وإعادة تواجد الحكومة الشرعية فى كل مناطق السيادة داخل الحدود البرية والبحرية، إذ يشكلون خطرا حقيقيا على دول الجوار والقارة بأكملها، وتنوب الصومال عن القارة مجابهتهم»، منوها إلى أن الهدف الحقيقى للحركة السيطرة على البلاد وما تتمتع به من ثروات طبيعية وموقع جغرافى متميز.وأشار موسى إلى أنه جرى الاتفاق مع الاتحاد الإفريقى على مد فترة تواجد بعثة قوات الاتحاد لحفظ السلام فى الصومال «أميصوم» لمدة سنتين قادمتين، بعدما كان ينتهى تواجدها نهاية مارس الجارى، منوها إلى أن الاتفاق الجديد يتضمن أن تتولى القوات الصومالية للمرة الأولى قيادة العمليات تمهيدا لتسليم المسئوليات الأمنية تدريجيا إليها.
الحرب الروسية على أوكرانيا
وحول الحرب الروسية على أوكرانيا، قال وزير الخارجية الصومالى، إن موقف بلاده ــ كحال غالبية الدول العربية ــ إدانة الهجوم والعمل على سحب القوات الروسية ووقف إطلاق النار، موضحا «صوتنا فى أعقاب اقتراح مصر على قرار الأمم المتحدة ضد روسيا رفقة 15 دولة عربية، ونأمل أن يعم السلام العالم كله».وأشار موسى إلى أن بلاده تطمح أن تمنح مصر الطلاب الصوماليين فى أوكرانيا منحا لإكمال تعليمهم الجامعى فى مصر بالمجان، لاسيما وأن عددهم فى حدود 400 طالب فى تخصصات مختلفة أبرزها الطب والهندسة، قائلا «نأمل إعطاء هؤلاء الشباب منحة حتى ولو لبعضهم، فسيكون حينذاك موقف إنسانى لن ينساه الشعب الصومالى لمصر».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بنك مصر يقدم أكثر من 15 ألف خدمة غير مالية لرواد الأعمال في 2021